وأضاف: على الرئيس الأسد القيام بالتغيير والإصلاح، ولقد نصحته بأن يفكر بالمثل الشعبي الافريقي القائل «إذا كنت لا تستطيع تغيير اتجاه الريح، عليك إذاً تغيير اتجاه شراعك».
لكن من الواضح أن الأسد لا يستسيغ الأمثال الافريقية. فما إن غادر عنان العاصمة السورية حتى تدفقت قوات الجيش السوري الى معقل الثوار في ادلب لتثير خطر وقوع مجزرة أخرى هناك مماثلة لما حدث في حمص الشهر الماضي عندما مات المئات من سكان المدينة ونزح الآلاف عن بيوتهم فيها نتيجة لأعمال القتل والقصف الذي دمر أحد أحيائها بالكامل.
كان لابد والحال هذه أن يتميز رد الفعل الدولي بالغضب والشعور بالإحباط مع تجاوز الوفيات عدد الـ 7.500 شخص.
فقد صرخ السيناتور جون ماكين خلال جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي متسائلاً: كم تريدون من الضحايا حتى تتحركوا 10.000، 20.000؟
الحقيقة أن موقف ماكين يقوم على أساس أن من مسؤولية الولايات المتحدة التدخل في الانتفاضة السورية على الرغم من أن أحداً لم يحدد بعد كيف ينبغي أن يكون مثل هذا التدخل الذي إن حدث سيكون على الأرجح مماثلاً لما حدث في العراق وليس ما شهدناه في ليبيا.
فمن الواضح أن الفرص المتاحة أمام الدبلوماسية ضعيفة جداً، إذ في الوقت الذي يقول فيه الأسد إنه لن يسحب قواته من المدن طالما بقي «الإرهابيون المسلحون» - على حد تعبيره – يعملون في البلاد، يقول مناهضو النظام إنهم لن يكونوا جزءاً من أي اتفاق يسمح للأسد ودائرته البقاء في السلطة.
ساحة لحرب بالوكالة
أمام هذا يحذر خبير الشؤون السورية في معهد واشنطن أندرو تابلر انه كلما طال أمد البدء بمرحلة انتقالية في سورية سيبدأ اللاعبون الإقليميون بضخ السلاح للأطراف المتحالفة معهم على ساحة الصراع بمعنى أن سورية سوف تصبح ميداناً لحرب بالوكالة بين الإيرانيين والروس الذين يدعمون النظام من جهة وبين الأتراك، القطريين والغرب الذين يؤيدون المعارضة من جهة أخرى.
فمن غير المرجح أن يتنحى الأسد طواعية عن منصبه في غياب ضغط دبلوماسي روسي وصيني عليه، وهذا ما يدعو البعض للتفكير باستخدام القوة الآن.
السؤال إذاً: كيف ستبدو الأوضاع في سورية إذا ما استمرت على ما هي عليه اليوم؟
يقول تابلر: الآفاق قاتمة، فنحن نتجه نحو عاصفة كبيرة قادرة على جذب كل الأطراف الخارجية في هذه المنطقة.
الواقع أن الافتقار للخيارات الملائمة دفع بعض البلدان مثل قطر والمملكة العربية السعودية لتأييد ما يعتبرانه أقل الخيارات سوءاً: تسليح الثوار. لكن هل يكون هذا الخيار شرارة لاندلاع مذبحة؟ ليس بالضرورة، وفقاً لما يقوله إد حسين الأكاديمي والمؤلف الذي أمضى سنوات من حياته كطالب في سورية.
يقول حسين: لكن إذا لم تقترن المساعدة العسكرية بتقدم دبلوماسي أيضاً فإن الأمر سينتهي عندئذ بوقوع المزيد من الإصابات وزيادة احتمال اندلاع حرب طائفية قد لا تبقى ضمن حدود سورية بل تمتد الى لبنان، العراق وربما الى منطقة الخليج.
وما الخيارات الأخرى إذاً؟
الحقيقة أن الناشطين السوريين الذين بدأوا حركة المعارضة السلمية قبل سنة منقسمون على أنفسهم. إذ يقول وسام طريف، الذي كان يبث وثائق فيديوية حول الفظاعات التي يرتكبها النظام: إني من المؤمنين بسلمية النضال. صحيح أن هذا الاتجاه قد يستغرق وقتاً، لكننا سوف نكون عندئذ على الجانب الصحيح من التاريخ.
لكنني لست في حمص، لذا عندما أراقب مشاهد تعذيب الشباب، وأرى العائلات تتعرض للقصف أجد نفسي أقول فوراً «نعم» للنضال المسلح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق