الجمعة، 13 ديسمبر 2013

الإنفلات الأمنى للحدود الليبية المصرية فى غياب السيادة والقانون

مقدمة 

ما فائدة القلم إذا لم يفتح فكرا، أو يضمد جرحا أو يرقأ دمعا، أو يطهر قلبا، أو يكشف زيفا، أو يبني صرحا يسعد الإنسان في ضلاله

    حياتنا توشك أن تنتهي عندما نصمت على أشياء وأوضاع خطيرة

ليبيا ومصر دولتان تربطها علاقات أزلية منذ قدم التاريخ ، ولا شك أن ما يكتشفه علماء الآثار من حين لآخر ، من آثار وحفريات ومومياء على حدود البلدين من الشمال وحتى الجنوب تؤكد أن هاذين البلدين إمتزجا مع بعضهما منذ آلاف السنين فى علاقات تجارية وإجتماعية وسياسية ، والحضارة الفرعونية والحضارة الليبية القديمة شاهد على ذلك وقلما كانت تنشأ بينهم الحروب لخلافات على السيادة ولكنها لا تدوم إلا لوقت محدود وغالبا ما تنتهى فى حينها ، فعلاقة ليبيا بمصر وعلاقة مصر بليبيا لا يختلف عليها إثنان مهما كانت الظروف وهى دائما متميزة ولا يمكن أن تتأثر بالتقلبات السياسية والحغرافية .
 ولو عدنا للتاريخ الحديث لوجدنا أن مصر كانت الحضن الدافئ لأهلنا يوم أن أبعدهم العهد العثمانى من ديارهم ظلما وعدوانا لا لذنب إقترفوه ولكن رفضهم الإستبداد العثمانى ونهب خيرات وطنهم فكان عقابهم الطرد الجماعى بمؤامرة نسجت خيوطها فى ديار سلاطين إسطنبول والباب العالى بطرابلس فى سنة 1670 م وأخرى كانت فى سنة 1817 م ولولا مشيئة الله تعالى لقام القذافى بإعتماد تلك المؤامرة وتنفيذها على أهلنا فى الشرق الليبى فى 2011 م وكأن التاريخ يعيد نفسه ، وهو ما سجله التاريخ على تلك الفترة الظالمة وهى فترة الإستعمار التركى لأرضنا الليبية .. ولا أخجل من تسميتهم بالإستعمار بالرغم من أن البعض لا يعتبرهم كذلك بحجة أنهم يدينون بالدين الإسلامى غير أنه فى تلك الحقبة التركية تعرض شعبنا المسالم للكثير من الطغيان بسبب حقبتهم الإستعمارية ونشرهم الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد .
مصر لم تكن يوما من الأيام جاحدة ولا متعالية ولا سلبية تجاه أبناء الشعب العربى عامة ولا على جارتها ليبيا تحديدا فقد كانت ملجأ للمضطهدين والمناضلين واللاجئين لأى سبب من الأسباب ، حتى من ( يزعل من أهله أو ياخذ على خاطره ) من الليبيين أو غيرهم يشد الرحال إلى مصر ويعيش بين أهلها معززا مكرما له ما لهم وعليه ما عليهم حتى يهدأ ويحن لوطنه ويرجع مهما طال به الزمن ليؤدى ما عليه من واجبات ولو كانت قصاصا فيما إرتكبه فى حق وطنه وأهله .
مصر أرض الكنانة وأرض النيل وأرض الخيرات التى ذكرت فى القرآن أكثر من مرة بسم الله الرحمن الرحيم ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) ( يونس ) صدق الله العظيم . ولطالما تكالب عليها الغزاة وخرجت فى النهاية منتصرة بعون الله وصلابة رجالها الأشداء ، وما تعانيه مصر اليوم من مشاكل وإنفلات أمنى وتجاذبات سياسية ومشاكل إقتصادية كما فى ليبيا لن يدوم أبدا فى ظل علمائها الأجلاء وخبرائها وسياسييها المخضرمين وأزهرها العريق وكنائسها القبطية التى تواجدت قبل نشر الإسلام بها ونيلها الذى يتآمر عليه البعض من الجيران غير العرب ممن يظنون أن مصر قد فقدت دورها العربى وتخلى عنها أشقاؤها فها هم اليوم يشيدون سدا أطلقوا عليه إسم النهضة زورا وتآمرا لنهب مياه النيل العظيم والإستغوال على حصة مصر ويمكن أن يكون ذلك بتآمر دولى صهيونى لكى يحرمونها من شريان الحياة ولكى يتوقف قلبها عن النبض وعن ضخ دم الحياة فى الجسم العربى ولكن هيهات لهم ذلك فمصر لن تسقط إلا واقفة رغم كيد الكائدين .
أيها السادة القراء الأعزاء ..  فى ليبيا لنا أشقاء وإخوة بمنطقة الصحراء الغربية المصرية بما يطلق عليهم ( قبائل أولاد على )  أصول مشتركه وتاريخ واحد وجذور واحدة ودم واحد وتراث واحد ولهجة واحدة وموروث حضارى واحد ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ ، هذه القبائل تواجدت فى الصحراء الشرقيه من السلوم وحتى اسوان لأسباب يعلمها الجميع ، أجسادهم فى مصر وعيونهم وقلوبهم على وطنهم الأم ليبيا ، لقد كانوا عونا لأجدادنا فى حركة الجهاد ضد إيطاليا عبر سهول البطنان وحتى الجبل الأخضر لم يساعد أجدادنا فى تلك الفترة سوى أهلنا فى مصر ، حيث كان المرحوم / صالح محمد سرقيوه هو حلقة الوصل فى إيصال الدعم اللوجستى لأدوار الجهاد فى الجبل الأخضر وبعلم المرحوم الملك إدريس السنوسى ، وفى إنتفاضة فبراير هبت قبائل أولاد على لدعم الثورة الليبية بكل ما لديهم من إمكانيات حيث كان النائب / فرج العبد القناشى بمطروح يتحرك بقوافل الدعم اللوجستى إلى درنه والبيضاء وبنغازى ، فهل من أحد ينكر ما قدمته مصر لليبيا فى الظروف الصعبة قديما وحديثا وبدون جميل لأنهم يقدمون ذلك لإخوتهم وأهلهم وأبناء عمومتهم فكيف نجحد عليهم ذلك وننكر الجميل ونحن أهل الوفاء للأجنبى الذى لا تربطنا معه سوى المصالح فكيف بالنسبة لإخوتنا وأهلنا ؟ ! .
ولكن .. أيها السادة كيف يصل بنا الأمر فى هذه الأيام أن تتحول حدودنا مع جارتنا العزيزة ليبيا إلى هذا الحد من الإنفلات الأمنى والإختراقات التى تصل إلى حد إطلاق النار والإعتداء على سيارات النقل المصرية ومنعها من المرور عبر البوابات ،وأؤكد أنه كما يحدث فى الجانب الليبي يحدث كذلك على الجانب المصري فكم من إختراقات تحدث فى حق إخوتنا المصريين وسلب لحاجياتهم أو ممتلكاتهم على الطريق الدولى بين مصر وليبيا وفى البوابات .. إلى هضبة السلوم ناهيك بالإعتداءات على المسافرين المصريين، لماذا أيها الإخوة يحدث ذلك دونما يتحرك أحد من قبل الساسة فى مصروليبيا وأهل الحكمة من قبائل مطروح ومساعد وطبرق؟
فلماذا والف لماذا .. ؟ تحدث هذه الأمور لتزيد من الوضع فى ليبيا ومصر تعقيدا ... نحن نناشد أن يتولى المختصون فى البلدين هذا الأمر الطارئ والخطير بالدراسة لإيجاد حل نهائى لهذه الإختراقات على الحدود بين البلدين ولا أخفيكم سرا أن من يريد السفر إلى مصر من الليبيين يسأل أولا .. هل الحدود مفتوحة أو مغلقة أليس هذا مضحكا ؟ ! وهذا ما يذكرنى بالشريط السينمائى ( إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين ) عندما كان يغنى الدكتور شديد ( هى شعره .. ساعه إتروح وساعه تيجى ) أقول أن الحدود الليبية المصرية ( ساعه تقفل وساعه تفتح ) فهل من عقلاء وحكماء يتدخلون قبل أن تتفاقم الأمور ونجد أنفسنا مصريين وليبيين فى مأزق يصعب علينا تجاوزه . ؟ عائلة أولاد أبو علي  ( عائلة التهريب المشتركة علي الحدودالمصرية الليبية وعبئ إجتماعي وسياسي علي الجانبين ) بعد أن كانت عائلة العون لليبين والمصريين علي حد سواء .... هل من عاقل يرحم أبنائنا ومسافرينا الأمنين من السلب والنهب علي جانبي طريق مصر ليبيا الساحلي والصحراوي ...

Ads Inside Post