الأحد، 11 مارس 2012

جريمة ولاية الفقيه أم مخيم الحرية؟


    
عند ما جاء الخميني من منفاه في العراق إلى إيران قبل 33 عاماً كان كثيرون ينظرون اليه على أنه سيفجر ينابيع الحرية الى جميع الشعوب وفي كل دول المنطقة. فإذا بهذا الرجل المتقدم في السن والهرم يفتح باب الارهاب والقمع وتصدير التطرف والحروب والقلاقل على مختلف الدول. وبدلاً من تفجير الحرية والديمقراطية وفيضان شلالاتها على الشعوب, تحولت منطقة الشرق الاوسط منذ ذلك الوقت وحتى الآن إلى ساحة القتل والدمار وإزهاق ارواح الابرياء. وبدلاً من تفجير ينبوع الحرية والكرامة الانسانية نرى أن 'بالوعة' ولاية الفقيه هي التي تفجرت في أرض ايران لتملأ بعد ذلك العراق ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول. 
وهذا التمثيل خطر ببالي بعدما رأيت قبل ايام صوراً عن مخيم 'لبيرتي' في العراق الذي آوى اليه نحو 400 من سكان 'أشرف' قبل أيام عدة. وكان ممثل الامين العام للامم المتحدة يقدم هذا المكان ويمدحه وكأنه جنة.
إن السيد مارتين كوبلر جاء بشخص 'مختص' ليؤيد أن البنى التحتية لهذا المكان جاهزة لاستيعاب أكثر من خمسة آلاف شخص! وبعد ذلك أصدر بيانه في 31 يناير الماضي جاء فيه: 'أن البنى التحتية والمرافق التابعة لمخيم الحرية 'ليبرتي' تتوافق مع المعايير الإنسانية الدولية,' وأضاف: 'تشمل المعايير الإنسانية الأساسية, من ضمن جملة أمور أخرى, توفير السكن الملائم ومرافق إعداد وتناول الطعام, والبنية التحتية الصحية (مياه وصرف صحي) والرعاية الطبية وحيزاً للانشطة الاجتماعية, ومساكن منفصلة وحيزاً منفصلاً للنساء ومرافق لإقامة الشعائر الدينية'.
والحقيقة هي أن مخيم 'ليبرتي' يفتقد إلى ما يمكن تسميته أقل شيء من هذه المستلزمات الاولية.
ومع أن سكان 'أشرف' ومن خلال تجاربهم المريرة مع حكومة المالكي والجهات التي تعمل مع هذه الحكومة كانوا يعرفون أنه لايمكن الاعتداد بأقوالهم, لذا شددوا على ضرورة زيارة وفد من المهندسين من سكان 'أشرف' هذا المخيم الجديد للتأكيد على وجود اقل شيء من الامكانيات المعيشية فيه. لكن السيد كوبلر والآخرون لم يفسحوا المجال لمثل هذه الزيارة. 
عندما كان السيد كوبلر موجوداً في مخيم 'ليبرتي' (أو بالاحرى 'سجن الحرية' نكاية) تفجرت أنابيب المياه الثقيلة (البالوعة) لتغطي هذه المياه قسماً كبيراً من مساحة المخيم. فجاء ممثل الامين العام ليشهد بأم عينه ما كان أيده سابقاً. 
ويجدر التروي قليلاً عند هذا المشهد: المياه الثقلية التي غطت ساحة المخيم. من أين جاءت؟ لاشك أن البنى التحتية بالية ومستهلكة, ولايمكن تأييدها من أي منظور تقني وفني. فكيف استطاع السيد كوبلر, بصفته الشخص المسؤول عن هذه العملية, تأييد هذه المزبلة؟ لايمكن البحث عن الجواب من خلال البحث عن التقنيات وعن خبير المأوى. بل الجواب يأتي من خلال فهم الواقع السياسي الذي يحكم العراق ويحكم العلاقة بين الحكومة العراقية وممثل الامين العام للامم المتحدة وكذلك العلاقة بين نظام ولاية الفقيه وحكومة المالكي. 
لاشك أن الحكومة العراقية في قضية أشرف بشكل خاص وفي جميع الشؤون السياسية العراقية بشكل عام تنفذ نوايا نظام ولاية الفقيه. والسيد كوبلر أيضاً بدلاً أن يبقى وفياً بعهده كوسيط عادل ومحايد بين سكان أشرف والحكومة العراقية فهو يريد كسب ود الحكومة العراقية وذلك على حساب 'مجاهدي خلق' وسكان 'أشرف' واليوم سكان 'ليبرتي'. 
وإذا اخذنا في الاعتبار تصريحات سفير النظام الايراني في بغداد ونقله مواقف عن السيد كوبلر ضد 'مجاهدي خلق' وكذلك التقرير السري لقوات 'الحرس' في ايران الذي تم الكشف عنه في بيان المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يعلن فيه نظام ولاية الفقيه رضاه عن تصرفات كوبلر, فيجب القول ان ما جرى خلال الايام الاخيرة في مخيم 'ليبرتي' كان تطبيقاً لنوايا ولاية الفقيه الحاكم في طهران. 
اذاً وخلافاً لاصرار الحكومة العراقية بتسمية هذا المكان 'مخيم الحرية' شاهدنا أخيراً أن ليست هناك نسائم اوشلالات الحرية التي تملأ هذا المخيم بل المياه الثقيلة كانت ترمز بأن بالوعة ولاية الفقيه غطت أرض العراق الطاهرة, والامم المتحدة تشاهد هذا الواقع لكنها لاتحرك ساكناً.
اذاً يجب توجيه العتب واللوم إلى الممثل الخاص للامين العام اللامم المتحدة مارتين كوبلر الذي رفع تقريره بشأن مخيم ليبرتي واكد بكل برودة اعصاب زيفا ان المخيم فيه كل اسباب المعيشة للانسان.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post