الثلاثاء، 6 مارس 2012

في الأنظمة الشمولية القائمة على حكم الفرد


إزاي تكون واحد مسؤول في مصر وما تحسش بغصة في كل لقمة بتبلعها وانت عارف إن فيه ملايين انت مسؤول عنهم الجوع مقطع أحشاءهم وهدف يومهم إنهم يلاقوا لقمة مش معفنة في الزبالة.. إزاي ما تحسش برجفة كل مرة تتدفى وانت عارف إن البرد بينخر في عظامهم.. إزاي تفرح بصحتك وانت عارف إنهم سايبين المرض يهري أجسادهم عشان مش لاقيين حق الدوا.. إزاي تروح وتيجي وانت عارف إن فيه عشرات الآلاف مسلوبة حريتهم بالظلم.. إزاي تضحك وانت عارف إن فيه ملايين الأطفال متسابين فريسة لطريق الجريمة والدعارة والمخدرات.. إزاي عينك ما تبكيش بدل الدموع دم على آهاتهم وأنينهم..
ما سمعتش عن بكاء عمر رضي الله عنه وهو بيقول والله لو أن دابة في العراق عَثَرَتْ لسألني الله عنها لِمَ لَم تمهد لها الطريق ياعمر؟ ما قريتش أبداً في المصحف: "وقِفُوهُم إنهم مسؤولون"؟ إزاي ما تكونش ميت في جلدك وعايش في رعب ليل ونهار خوفاً من سؤال ربنا ليك؟
عشان في الأنظمة الشمولية القائمة على حكم الفرد، التى تضيع فيها أسس الرقابة والمحاسبة والعقاب، يتحول المسؤول من خادم إلى سيد.. ويتحول المناضل إلى طاغية.. ويتحول الواجب إلى حق مكتسب.. وتنهار أمام إغراء السلطة أطهرُ النفوس.. ونوصل بالضبط للحالة اللى قال عليها نبينا عليه الصلاة والسلام: "أن تُصبحَ الأمانةُ مَغرماً"
وطول ما احنا بنطبل ونسقف، ونقول بالروح بالدم نفديك يا قائد، ولو لم تخل قلوبنا وأقوالنا من الدفاع والتبرير عن أي شخص فور توليه موقع المسؤولية ولا يكون له عندنا إلا النقد والتقريع، فأنا أخشى أن نكون جميعاً مشتركين في الجُرم، وأن نكون مثل قوم فرعون الذين أغرقهم الله معه، وأن نكون سبباً في شقائهم، وأن يؤاخذنا الله بذنب كل أولئك التعساء..
سترك وعفوك ورضاك يا رب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post