الخميس، 30 أكتوبر 2014

الثقافة تعريفا ومفهوما وهو علم يسمي (الاتنولوجيا) يهتم بدراسة الثقافات والمقارنة بينها.

الثقافة هي التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم عن بعضها البعض. حيث تختلف طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لمجتمع آخر، وذلك للارتباط الوثيق الذي يربط بين واقع الأمة وتراثها الفكري والحضاري، كما أن الثقافة تنمو مع النمو الحضاري للأمة، وكما أنها تتراجع مع ذلك التخلف الذي يصيب تلك الأمة، وهي التي تعبر عن مكانتها الحضارية بالثقافة التي وصلت إليها. 
وبما أن الثقافة هي التي تعبر عن خصائصها الحضارية والفكرية التي تتميز بها أمة ما، فمن هنا نلاحظ بأن جميع الثقافات المختلفة تلتقي مع بعضها البعض في كثير من الوجوه. فإن هذه الثقافات المختلفة قد تتلاقى فيما بينها عن طريق الإمتزاج واللقاء بين الشعوب فتتفاعل مع بعضها، فيودي هذا التفاعل الى تأثيرات جزئية أوكلية، في طبيعة هذه الثقافات وفي خصائصها. 

محتويات 
1 تعريف الثقافة: 
1.1 خصائص الثقافة 
1.2 تاريخ الثقافة الإنسانية 
1.3 تغير الثقافة 
1.4 خلاصة 
1.5 مراجع 
  تعريف الثقافة: 
معنى الثقافة 
كثرت المعاني التي أطلقت على كلمة ثقافة في اللغة ومن هذه المعاني ما يفيد، الحذق والفطنة والذكاء، يقال ثقف الشيء إذا ادركه وحذقه ومهر فيه، والثقيف هو الفطين وثقف الكلام فهمه بسرعة، ويوصف الرجل الذكي بأنه (ثقف). 

تستعمل كلمة (ثقف) في الحسيات، يقال: ثقيف الرماح بمعنى تسويتها وتقويم اعوجاجها كما تستعمل في المعنويات، كتثقيف العقل .حيث أن مفهوم هذه الكلمة قد اتسع في العصر الحديث، حيث أصبحت تستعمل في معان كثيرة ومختلفة، لا تخرج عن المعنى الأصلي وإن كان مدلولها يتسع لما لا يتسع له المعنى اللغوي. 
أن الثقافة هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع. ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتدون، والطريقة التي يتكلمون بها، والألعاب الرياضية التي يمارسونها والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو ذلك. 

الثقافة تعتبر النمو التراكمي على المدى الطويل: بمعنى أن الثقافة ليست علوما أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع أن يحصل عليها ويستوعبها ويتمثلها في زمن قصير، وإنما تتراكم عبر مراحل طويلة من الزمن، تنتقل من جيل إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية: فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية، حيث يكتسب الأطفال خلال مراحل نموهم الذوق العام للمجتمع. 
خصائص الثقافة 
1- الثقافة اكتساب إنساني عن طريق مفهوم التنشئة الثقافية. 
2- أن الشخص يحصل على الثقافة باعتباره فرد في المجتمع. فالحياة الاجتماعية تصير صعبة و مستحيلة من غير العلاقات و التبادل و التواصل التفاهم والممارسات المتبادلة التي يشارك فيها الأفراد والمجتمع جميعا. 
3- أن الثقافة حقل معقد تتمثل وحداته بما يطلق عليه الصفات أو السمات الثقافية. وهي قد تشتمل على أماكن المقابر المتعارف عليها، أو بعض الماكنات والآلات، كالمحراث مثلا، أو إيماءة، كالمصافحة بالأيدي. وتسمى الصفات المتقاربة بالنمط الثقافي. كالتقاليد السابقة للزواج كالتعارف والتودد. 
تاريخ الثقافة الإنسانية 
تغيرت أسس الثقافة الإنسانية في قرون ما قبل التاريخ. وتقسم إلى الخطوات التالية: 

1- تطور الأدوات والآلات 
2- بداية الزراعة 
3- نمو المدن 
4- تطور الكتابة 

تغير الثقافة 
1) التغيرات في البيئة: 


أي إختلاف في بيئة المجتمع يؤدي إلى تغير في ثقافتها.مثل في الماضي كانت هناك مناطق تشتهر بالثليج و البرد و بعد فترة أصبحت هذه الأماكن تعاني من الجفاف والحرارة والدفء فأصبح الهنود يتناولون بدل من الأحياء البحرية النباتات والحشرات والبذور فبذلك تغيرت ثقافتهم. 


2) الاتصال بالثقافات الأخرى: 
ينتج عن أي ارتباط بين مجتمعين مختلفي الثقافة تحول فيهما. إذ يأخذ كل منهما صفات و عادات من الاخر، وخاصة إذا كانت الصفة الجديدة التي يتم استخدامها أفضل من الأصلية والتقليدية.ويطلق عليه الإنتشار 

3) الاختراع: 
هو صنع وابتداع وسيلة أو الة جديدة. حولت هذه الاختراعات الثقافة الإنسانية، مثال ذلك، مثل الطائرات والتلفاو الذي فتح الثقافات على بعضها و الكمبيوتر والحاسوب و الاختراعات كالنول الآلي والمحرك البخاري غيرت في حياة و معيشة الناس 

4) التطور الداخلي للثقافة: 
مثال ذلك أن المجتمع قد يتغير من أسلوب جمع الطعام إلى الزراعة بسبب زيادة السكان والتضخم ولإختفاء الحيوان. يؤدي إلى التنظيم الاجتماعي المختلف و يصبح هناك أشكال كبيرة من الأعمال و التخصصات و الفروع العلمية و العملية. 
خلاصة 
الثقافة هي المسار الموصل للقمة .. فلا مكانة و عزة لمجتمع بدون علم .. ولا شجاعةو قوة لأمة بلا علم .. والعلم نفسه الثقآفة، ان الثقافة هي السلاح للأمة في جميع نواحيها ضد الأعداء، ضد الجهل والذل والظلام والرفعة والإعتزاز. 
يمكن تلخيص معنى االثقافة على انها هي احدى اركان الحضارة وتشكل الركن المعنوي فيها وتشمل كافة الجوانب الغير مادية والمتمثلة بالعقيدة والقيم والافكار والعادات والتقاليد والاعراف والامزجة والاذواق واللغه والمشاعر التي تختص بها امه معينة عن غيرها من الامم واهم ما في هذه الجانب هو العقيدة اهم القواعد الاساسية التي تظل على الدوام تمد شخصية الامة بما يميزها ويمنحها في الوقت نفسه القوة والبقاء والاستمرارية. 
وهي تختلف عن المدنية وهي الجانب المادي من الحضارة كالمباني والمنجزات الصناعية ووسائل النقل والمواصلات والمساكن والملابس التي يستعملها الانسان في حياته وتمتاز المدنية بالتعميم فهي ملك لجميع البشر لذلك لا يمكن ان تتميز بها امة عن غيرها وتشكل الثقافة روح الحضاره بينما تشكل المدنيه مادتها وجسمها 
ملخص 

تعرف الثقافة بأنها مجموعة كبيرة من العقائد والقيم بالاضافة الى ان الافراد يتقبلوها ويمتثلو لها في المجتمع، كما ان الثقافة ايضا تعرف بأنها القوة والسلطة والتي تكون موجهة لسلوك المجتمع، بالاضافة الى ان الثقافة تحدد بأفراد المجتمع تصوراتهم التي يحتاجونها عن انفسهم والعالم اجمع والذي يكون من حولهم ، كما ان الثقفة ايضا تحدد لأفراد المجتمعات بجميع ما قد يحبونه ويكرهوه وما يرغبون ب هاو يرغبون بالابتعاد عنه، مثل نوع الطعام او الشراب الذي يتناوله الافراد، بالاضافة الى نوع اللباس، وطريقة التكلم، فقد ترتكز الثقافة وترتبط بشكل كبير مع اللباس وطريقة الكلام حيث يعرف وتعر ثقافة المجتمعات من اكلاتهم المخصصة وملابسهم المميزة بهم بالاضافة الى اللغة التي يتحدثون بها
الثقافة مفهوم ذاتي متجدد
على الرغم من سيادة لفظ "ثقافة" كمرادف للفظ الإنجليزي "الثقافة"، إلا أن ذلك لا يمنع وجود اختلاف كبير في الدلالات الأصلية بين المفهومين، "الثقافة" في اللغة العربية من "ثقف" أي حذق وفهم وضبط ما يحويه وقام به، وكذلك تعني : فطن ذكي ثابت المعرفة بما يحتاج إليه، وتعني: تهذيب وتشذيب وتسوية من بعد اعوجاج، وفي القرآن: بمعنى أدركه وظفر به كما في قوله تعالى: "ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا" (الأحزاب: 61). 

ومن خلال هذه الدلالات يمكن تحديد أبعاد المفهوم: 
1- إن مفهوم "الثقافة" في اللغة العربية ينبع من الذات الإنسانية ولا يغرس فيها من الخارج. ويعني ذلك أن الثقافة تتفق مع الفطرة، وأن ما يخالف الفطرة يجب تهذيبه، فالأمر ليس مرده أن يحمل الإنسان قيما-تنعت بالثقافة- بل مرده أن يتفق مضمون هذه القيم مع الفطرة البشرية. 
2 - إن مفهوم "الثقافة" في اللغة العربية يعني البحث والتنقيب والظفر بمعاني الحق والخير والعدل، وكل القيم التي تصلح الوجود الإنساني، ولا يدخل فيه تلك المعارف التي تفسد وجود الإنسان، وبالتالي ليست أي قيم وإنما القيم الفاضلة. أي أن من يحمل قيما لا تنتمي لجذور ثقافته الحقيقية فهذه ليست بثقافة وإنما استعمار و تماه في قيم الآخر. 
3 - أنه يركز في المعرفة على ما يحتاج الإنسان إليه طبقا لظروف بيئته ومجتمعه، وليس على مطلق أنواع المعارف والعلوم، ويبرز الاختلاف الواضح بين مفهوم الثقافة في اللغة العربية ومفهوم "الثقافة" في اللغة الإنجليزية، حيث يربط المفهوم العربي الإنسان بالنمط المجتمعي المعاش، وليس بأي مقياس آخر يقيس الثقافات قياسا على ثقافة معينة مثل المفهوم الإنجليزي القائم على الغرس والنقل. 
وبذلك فإنه في حين أن الثقافة في الفكر العربي تتأسس على الذات والفطرة والقيم الإيجابية، فإنها في الوقت ذاته تحترم خصوصية ثقافات المجتمعات، وقد أثبت الإسلام ذلك حين فتح المسلمون بلادا مختلفة فنشروا القيم الإسلامية المتسقة مع الفطرة واحترموا القيم الاجتماعية الإيجابية. 
4 - أنها عملية متجددة دائما لا تنتهي أبدا، وبذلك تنفي تحصيل مجتمع ما العلوم التي تجعله على قمة السلم الثقافي؛ فكل المجتمعات إذا استوفت مجموعة من القيم الإيجابية التي تحترم الإنسان والمجتمع، فهي ذات ثقافة تستحق الحفاظ عليها أيا كانت درجة تطورها في السلم الاقتصادي فلا يجب النظر للمجتمعات الزراعية نظرة دونية، وأن تحترم ثقافتها وعاداتها. إن الثقافة يجب أن تنظر نظرة أفقية تركيبية وليست نظرة رأسية اختزالية؛ تقدم وفق المعيار الاقتصادي -وحده- مجتمع على آخر أو تجعل مجتمع ما نتيجة لتطوره المادي على رأس سلم الحضارة. 

وقد أدت علمنة مفهوم الثقافة بنقل مضمون والمحتوى الغربي وفصله عن الجذر العربي والقرآني إلى تفريغ مفهوم الثقافة من الدين وفك الارتباط بينهما. 

وفي الاستخدام الحديث صار المثقف هو الشخص الذي يمتلك المعارف الحديثة ويطالع أدب وفكر وفلسفة الآخر، ولا يجذر فكره بالضرورة في عقيدته الإسلامية إن لم يكن العكس تماما. 
ووضع المثقف كرمز "تنويري" بالفهم الغربي في مواجهة الفقيه، ففي حين ينظر للأخير بأنه يرتبط بالماضي والتراث والنص المقدس، ينظر للأول -المثقف- بأنه هو الذي ينظر للمستقبل و يتابع متغيرات الواقع ويحمل رسالة النهضة، وبذلك تم توظيف المفهوم كأداة لتكريس الفكر العلماني بمفاهيم تبدوا إيجابية، ونعت الفكر الديني -ضمنا- بالعكس. 

وهو ما نراه واضحا في استخدام كلمة الثقافة الشائع في المجال الفكري والأدبي في بلادنا العربية والإسلامية، وهو ما يتوافق مع نظرة علم الاجتماع وعلم الاجتماع الديني وعلم الأنثروبولوجيا إلى الدين باعتباره صناعة إنسانية وليس وحيا منزلا، وأنه مع التطور الإنساني والتنوير سيتم تجاوز الدين..والخرافة !! 

أما في المنظور الإسلامي فمثقف الأمة هو الملم بأصولها وتراثها. وعبر التاريخ حمل لواء الثقافة فقهاء الأمة وكان مثقفوها فقهاء .. وهو ما يستلزم تحرير المفهوم مما تم تلبيسه به من منظور يمكن فيه معاداة الدين أو على أقل تقدير النظر إليه بتوجس كي تعود الثقافة في الاستخدام قرينة التنوير الإسلامي الحقيقي، وليس تنوير الغرب المعادي للإله، والذي أعلن على لسان نيتشه موت الإله فأدى فيما بعد الحداثة إلى موت المطلق و تشيؤ الإنسان. 

والله أعلم. 

اتجاهات ترجمة المفهوم للعربية: 

مع بداية الاتصال الفكري والمعرفي بين المجتمع العربي والمجتمعات الأوروبية انتقل مفهوم "الثقافة" إلى القاموس العربي واتخذت الترجمة اتجاهين: 

أ - اتجاه ترجمة مفهوم "الثقافة" إلى اللفظ العربي "ثقافة": 
فكان سلامة موسى -في مصر-أول من أفشى لفظ ثقافة مقابل "الثقافة" - وقد تأثر في ذلك بالمدرسة الألمانية في تعريف ربط الثقافة بالأمور الذهنية، حيث عرف الثقافة بأنها هي المعارف والعلوم والآداب والفنون التي يتعلمها الناس ويتثقفون بها، وميز بين الثقافة "الثقافة "المتعلقة بالأمور الذهنية والحضارة" الحضارة "التي تتعلق بالأمور المادية. 
ولقد عرفت اللفظة العربية بنفس المضمون الأوروبي للمفهوم، مما شجع الدعوة إلى النقل والإحلال للقيم الغربية محل القيم العربية والإسلامية انطلاقا من مسلمات الانتشار الثقافي و المثاقفة. 
ب - اتجاه ترجمة "الثقافة" إلى اللفظ العربي "حضارة": 
وهو اتجاه محدود برز في كتابات علماء الاجتماع و الأنثروبولوجيا العرب في ترجماتهم للمؤلفات الأوروبية في هذين الحقلين، وفي المقابل ترجموا لفظ "الحضارة" باللفظ العربي "مدنية"

إن هذه الأهمية المركزية لمفهوم الثقافة تستوجب الحرص على أن يكون واضحا لكل من يستخدمه وهذا يقتضي التعرف عليه تعرفا دقيقا لتتضح دلالاته فالعالم الانثروبولوجي الشهير رالف لنتون يعرف الثقافة في كتاب (الانثروبولوجيا وأزمة العالم الحديث) فيقول: «يعد مفهوم الثقافة من أهم الأدوات التي يتعامل بها الباحث الانثروبولوجي. إن الثقافة مصطلح ملائم لتعيين المجموعة المنظمة من العادات والأفكار والمواقف التي يشترك فيها أعضاء أي مجتمع ولذا يكاد يكون من المتعذر على أي عالم انثروبولوجي أن يبحث هذه الأمور دون استعمال هذا المصطلح »وفي كتاب آخر يعرفها رالف لنتون بأنها:« ذلك المجموع من خلال التوجيه أو المحاكاة الذي يشتركون فيه ». إن قابليات الأفراد غير المحددة عن الولادة تتحدد بالبيئات التي ينشأون بها فيكتسبون تلقائيا بهذه التنشئة المتمايزة لغات مختلفة وطرق تفكير مختلفة وعادات مختلفة واهتمامات مختلفة وقيما مختلفة وانتماءات مختلفة وأنماط سلوك مختلفة وأخلاقا مختلفة وتقاليد مختلفة ولكنهم يغفلون عن كل هذه الاختلافات باستثناء إدراك الاختلاف اللغوي فهم يدركونه بداهة لأنه اختلاف صارخ ولا يتطلب أي استقصاء فيدركه الأميون مثلما يدركه المتعلمون ولكنهم في الغالب لا يدركون أن كل عناصر الشخصية الفردية الفكرية والسلوكية تتطبع بهذه الاختلافات الثقافية. إن اكتشاف ظواهر التمايز الثقافي الأخرى يحتاج أولا إلى استشكال ثم الاستقصاء حول أسباب وفواعل هذا التمايز. 

إن الثقافة هي ذلك الكائن المعقد العجيب الذي لا نراه ولكنه يغمرنا كل الوقت بل يسري فينا مسرى الحياة ويحدد طبيعتنا بعد أن كانت مجرد قابلية. إن الفرد لا يذكر كيف تعلم لغة أهله وقومه فهو حين يكبر يجد نفسه يتكلم بهذه اللغة أو تلك ومثل ذلك يقال عن كل العناصر الثقافية التي شكلته فيها يعتقد وبها يفكر وبها يحب ويكره وبها يوالي ويعادي. إن الثقافة التي تخلق بها وعيه هي التي تصوغه وتتحكم بعقله وتوجه وجدانه، فهو نتاجها واكتسب منها طبيعته الثانية إنه متطبع بثقافة أهله وقومه وهو لا يتذكر كيف صاغته فجعلته منتميا إليها وذائبا فيها ومغتبطا بهذا الانتماء والذوبان. 


وبسبب هذا التعقيد والأهمية كثرت تعريفات الثقافة. إن ويسلر يعرفها بقوله: «الثقافة كل الأنشطة الاجتماعية في أوسع معانيها مثل اللغة والزواج ونسق الملكية والاتيكيت والفن» ويعرفها مرة أخرى فيقول: «الثقافة هي أسلوب حياة تتبعه الجماعة أو القبيلة تتضمن مجموعة المعتقدات» أما روث بندكت فتعرف الثقافة بأنها: «ذلك الكل المركب الذي يشمل العادات التي يكتبسها الإنسان كعضو في مجتمع »أما بواز فيعرف الثقافة بأنها:« ذلك الكل المركب الذي يشمل العادات الاجتماعية في جماعة ما وكل ردود أفعال الفرد المتأثرة بعادات المجموعة التي يعيش فيها وكل منتجات الأنشطة الإنسانية التي تتحدد بتلك العادات »أما بوقاردس فيعرفها بقوله : «الثقافة هي المجموع الكلي لأساليب الفعل والتفكير لجماعة اجتماعية وهي تمثل مجموع التقاليد والمعتقدات والإجراءات المتوارثة» أما لووي فيعرف الثقافة بأنها: «ذلك المجموع الكلي لما يكتسبه الفرد من مجتمعه تلك المعتقدات والأعراف والمعايير الجمالية وعادات الطعام والحرف التي لم يعرفها الفرد نتيجة نشاطه الابتكاري بل عرفها كتراث الماضي ينتقل إليه بواسطة التعلم الرسمي وغير الرسمي »ويعرفها مالينو فسكي بقوله:« الثقافة هي ذلك الكل المتكامل الذي يتكون من الخصائص البنائية لمختلف المجموعات الاجتماعية من الأفكار الإنسانية والمعتقدات والأعراف والحرف والأدوات »ويعرفها هير سكوفيتس بقوله:« الثقافة هي طريقة حياة الناس »في مجتمع معين أما بانزيو فيعرف الثقافة بأنها «ذلك المجموع الكلي لذلك النسق الكلي من المفاهيم والاستعمالات والتنظيمات والمهارات والأدوات التي تتعامل بها البشرية مع البيئة لإشباع حاجاتها» أما بدني فيعرفها بقوله: «الثقافة تتكون من السلوك ومن الأفكار التي يكتسبها الأفراد من خلال المجتمع» أما راد كليف بروان فيرى أن الثقافة: «هي عملية اكتساب التقاليد الثقافية وهي العملية التي تنتقل بها اللغة والمعتقدات والأفكار والذوق والمعرفة والمهارات والاستخدامات في مجموعة اجتماعية معينة أو طبقة اجتماعية من جيل إلى آخر» أما فايربانك فيعرف الثقافة بأنها: «شكل عام يعبر عن البنية الاجتماعية والنظام السياسي والأشكال الاقتصادية وبنية القيم »ويقول كروبير في تعريفها:« الثقافة هي مجموع ما أنتجه البشر في اجتماعهم كما أنها قوة هائلة تؤثر في البشرية جمعاء أفرادا وجماعات على المستوى الفردي والاجتماعي »ويعرفها سابير بأنها:« مجموع الممارسات والمعتقدات المتوارثة اجتماعيا التي تحدد جوهر حياتنا »أما ميد فتقول:« إن الثقافة تعني ذلك الكل المركب من السلوك المتوارث »وتقول أيضا:« أما اصطلاح ثقافة فهو يعني أشكالا من السلوك الموروث الخاص بمجتمع معين أو مجموعة من المجتمعات أو جنس معين أو منطقة بعينها أو زمن بعينه »ويعرف بارسونز الثقافة بقوله : «إن الثقافة تتكون من تلك النماذج المتصلة بالسلوك وبمنتجات الفعل الإنساني التي يمكن أن تورث بمعنى أن تنتقل من جيل لجيل بصرف النظر عن الجينات البيولوجية» فمفهوم الثقافة إذن هو مفهوم محوري يتضمن الأفكار والتصورات الموروثة والعادات والقيم والمواقف السائدة في مجتمع معين ومن أجل هذه الكثافة والأهمية تفرع من علم الإناسة فرع علمي خاص هو (الاتنولوجيا) يهتم بدراسة الثقافات والمقارنة بينها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post