إن الرسالة التي بعث بها المدون علاء عبدالفتاح من خلف القضبان أظهرت حجم الغضب الذي يعيشه جزء من المصريين الذين أصبحوا ناقمين على الثورة لعدم قيامها بالتغيير الذي كانوا يتوقعونه
، بل وتزايد ظلم جهاز الشرطة الذي كانت قسوته ووحشيته على الرغم من ان وحشية هذا لاجهاز كانت أحد أسباب قيام ثورة يناير.
و إن علاء عبدالفتاح أحد النشطاء الذين أعتقلهم الجيش منذ توليه سدة الحكم، وأثار اعتقاله موجة غضب هائلة في أوساط النشطاء والمنظمات الحقوقية، وفجرت الرسالة التي بعث بها من محبسه كثير من المفاجآت حيث أظهرت أن هناك جزء من المصريين الذين صفقوا للثورة ورحبوا بها في البداية أصبحوا من الناقمين عليها حاليا لعدم قيامها بالتغيير الذي كانوا يأملون ولم ترفع الظلم الشديد الذي كانوا يعيشونه أيام الرئيس السابق حسني مبارك من وحشية الشرطة.
و في رسالته -التي نشرتها في وسائل الإعلام المحلية - يصف عبدالفتاح كيف أن اعتقاله أرجعه بالذكريات إلى الأيام التي اعتقل فيها خلال عهد مبارك، وقال "أنا وحدي في زنزانة مع ثمانية من الرجال الذين لا ينبغي أن يكونوا هنا من الفقراء والعاجزين الذي دخلوا السجن ظلما .. وبمجرد أن علموا أنني واحدا من شباب الثورة بدوا في لعني ولعن الثورة التي فشلت في تنظيف وزارة الداخلية وإصلاحها فمازال الظلم كما هو، ووحشية الشرطة زادت بشكل كبير".
وأوضح "لقد قضيت أول يومين في الحبس استمع لقصص التعذيب التي تعرض لها هولاء الفقراء والعاجزين على أيدي الشرطة".
و إلى أن هذه الرسالة توضح مدى اتساع الفجوة بين المجلس العسكري والشعب المصري منذ قيام الثورة، فبعد أن كانوا يههلون لها ويصفقون أصبحوا ناقمين عليها، مع تزايد وحشية الشرطة والمحاكمات العسكرية التي يحاكم أمامها المدنيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق