السبت، 26 نوفمبر 2011

خداع المواطن المصري من مجلس الدم



. المواطن المصرى العادى حاد الذكاء أدرك من شهور أنه ” اتضحك عليه ” , وتعرضت ثورته لأكبر عملية خداع استهدفت القبض على ثواره ومواطنيه المدنيين بأعداد تجاوزت 12 ألف مدنى يتم تقديمهم للمحاكمة العسكرية , بينما تم إخراج معتقلى التيارات الإسلامية ( ولا نعترض على إطلاق سراح غير المذنبين أو من انتهت محكوميتهم فى جرائم مثبتة ) لاستخدامهم كمخلب قط فى وجوه العلمانيين وتيارات الدولة المدنية ممن يكفرهم الفريق الأول , لكى يرتمى , ولطالما كتبناها – فريق الدولة لكل المواطنين بلا تمييز أو قهر- فى أذرع المؤسسة العسكرية التى قامت بخنقه , أو بالأحرى بخنق الجميع , كما تأكدنا حين وقعت أحداث ماسبيرو والآن فى التحرير .
ولأن استفتاءً واحداً لم يكن كافياً لتقسيم المصريين, يطرح المشير طنطاوى ما يظنه آخر خطوات الديمقراطية على شعب ” مش عارف مصلحته ” والعسكر والإسلاميين و” أى حد تانى بيعرف مصلحته أكتر منه ” ! .
ماذا أقول والقلب والله سيصاب بالشلل من هول ما يحدث , وأهوال ما لم يحدث بعد الثورة وكان يجب أن يحدث , ومن مخاطر وارتعاب ما قد يحدث ولم يحدث بعد ؟ .
الكهنة الكبار هم  هم , لا يتغيرون وليس فى مقدورهم , على الأقل بحكم السن وليس فقط بنية التفكير ومنهجه , أن يتغيروا . الكهنة من عسكر وحرامية , حرامية الثورة فى يناير وقد عرفناهم يعودون , كما سرقوا يناير من الشعب  جاءوا ليسرقوا منه نوفمبر أيضاً .
والله أنكم متبجحون ! .
من تظنون أنفسكم ومن تظنون الشعب ؟ ! . حزب النور السلفى كان معنا فى الميدان هو وشباب الإخوان على العكس من بعض الكهنة , تحديداً الإخوان الذين يسمون أنفسهم , دوناً عن بقية المسلمين ” مسلمون ” , ما يجعل , من بداية التسمية , التمييز قائما ًفى قناعاتهم ونظرتهم لكل مسلم ليس منهم , ناهيك عن غير المسلم . أقولها لأنى أرى لعاباً دنيئاً سئ الرائحة يفوح من مواقفهم المخزية اللا وطنية , وأقولها رغم أنى مستعدة لقبول وصول عبد المنعم أبو الفتوح , الذى لا يحبونه وربما يكفرونه لأنه إنسان سوى ووطنى لا يحب قهر الناس , أقول أنى مستعدة لقبول وصوله إلى الحكم .
لمجرد أن الانتخابات على الأبواب وبدلاً من إعلان الدولة رسمياً حالة الحداد على من وصفهم المشير بالضحايا لا الشهداء , وهى كلمة لم تغب عن ذهن أحد , حتى قبل لفت إبراهيم عيسى الأنظار لها , أعود وأقول , لمجرد أن الانتخابات التى قد توصلهم للحكم باتت قاب قوسين أو أدنى , ولو قوسين من الدماء بينهما كل مصرى مرشح للشهادة وفقء العين , يصمم الإخوان الذين أسموا أنفسهم , فى حلتهم الجديدة ” الحرية والعدالة ” , على أن تحدث الانتخابات فى موعدها ؟! . ألستم مصريين ؟ . هل توافقون على تسمية الشهداء الآن ” ضحايا ” لمجرد أنهم ليسوا منكم ؟  ماذا كانت ستكون عليه مواقفكم لو كان الشهداء من الإخوان أو التيار السلفى ؟ . ألا تدركون كم تخسرون بهذه المواقف منتهية الصلاحية التى تثبتون بها تجديد رصيدكم من شئ واحد فقط هو الانتهازية المطلقة التى كشفت حقيقة تجردكم من أبسط المشاعر الإنسانية تجاه أبناء الوطن الواحد الغالى علينا جميعاً ؟ . ألم تعوا درس يناير حين كشفكم شباب الإخوان أيها العواجيز الفشلة ؟ . ومثلكم المتحدث الإعلامى لمجلس شورى الجماعة الإسلامية د. طارق الزمر الذى أكد أن الجماعة أنهت اعتصامها فى ميدان التحرير حتى يتم إجراء الانتخابات بل وبلغ الأمر حد اتهام الأخير لبعض القوى السياسية التى لم يسمها -  ” الكفار يعنى ” – بالسعى إلى تأجيل الانتخابات ولذلك فإن تلك القوى تكثف هجومها على وزارة الداخلية ومديريات الأمن فى كل المحافظات !!! . ألهذا الحد يبلغ التدليس وتنسيق الرؤى مع ما يعلنه اللواء منصور العيسوى من أن الداخلية لم تطلق رصاصة واحدة من حالات الإصابة بطلق نارى والتى اعترف بها وزير الصحة د. عمرو حلمى ؟ . ثم إذا كنا أغبياء بما يكفى لنصدقكم ونكذب أعييننا , أليس دور الداخلية وحتى مخابرات الجيش اكتشاف الأيادي الخارجية والقلة المندسة التى صدعونا بها ؟ . ولماذا لم تفكروا أصلاً فى جمع البلطجية الذين أطلقتموهم علينا فى الموجة الأولى من الثورة بفعل فاعل تريدون تبرئته – العادلى القاتل المنفذ ؟ .
الجماعة  الإسلامية  فيما يبدو لا تشاهد سوى تليفزيون هيكل , ولا تصدق إذن ما يراه أعضاؤها بأم أعينهم التى لم ولن تفقؤها لهم الداخلية مثل غيرهم من ” كفار ” الشعب المصرى فى التحرير , والآن يقوم رئيس حزب النور فى الميدان ذاته باتهام المتظاهرين بالسعى لاستفزاز الشرطة لتقذفهم بالقنابل المسيلة للدموع بغرض تأجيل الانتخابات .
يا كذبة ؟ !  . يا من تكذبون على الله نفسه وصدقتم أنكم وكلاؤه لم أكن أنوى أبداً أن أكتب بما يثير الفرقة فى هكذا ظروف لكن لماذا لم تلحظوا وجه السيد صبحى صالح وهو يضحك ضحكة لا حدود لها , ضحكة وقف بها والشعب فى حالة حزن وحداد , بينما يستعد صالح للتصوير فى فضائية الجزيرة بكل انعدام للشعور , على كوبرى ستانلى فى الإسكندرية وينظر لما يقوله مهندسو الصوت والمخرج جانبياً وقد حرص على شكله و” اللوك ” وتصفيفة شعره وهو من المشاركين فى تقسيم الشعب بمشاركته فى استفتاء لن ننسى دوافعه ولا تشكيلة الهيئة التى اقترحته ولا تصريحاتك العجائبية العنصرية يا أستاذ صالح بعدها . ومثلك د. سليم العوا , الذى استراحت ابتسامة انتفاخ وشعور “صغير” بالنصر وهو يجلس – بعد أن قبل الجلوس مع من قبلوا – مع أعضاء المجلس العسكرى ليتم التقاط الصور للجميع والتباحث : ماذا بعد سحل جثث المصريين وفقء أعينهم والتفاخر بل وتبادل التهانئ بين جنود وضباط الداخلية على ذلك كما شاهدنا فى الفضائيات المصرية الخاصة ؟ .
تلعبون بأيديكم فى دماء هذا الشعب الذى ” استوى ”  (بالعامية ) وتم إنهاكه عمدا بكل الحقارات وصور الظلم على مدى شهور حتى بلغت الدناءة أن نجد محاميا ًمن الفلول يرفع قضية من أشهر كما عرفنا , لإعادة اسم مبارك  إلى محطة ” الشهداء ” الذين يستكثرون على ذويهم أية ترضية معنوية رمزية , ويتم السماح للفلول بخوض الانتخابات ولا تجد جماعة الإخوان أية غضاضة أخلاقية ثورية فى أن تستمر فى خوض انتخابات سُمِح فيها لأعداء الشعب وقتلته من أزلام النظام السابق بالمشاركة السياسية مثلهم مثل غيرهم , فيتدافع ” الغول ” و” العوا ” و” عمرو موسى ” ورموز التيارات الإسلامية إلى الحكم . سيقول قائل ولماذا لا تذكرين تدافع غير الإسلاميين ؟ .
سأقول : أدين كل من يريد أو يفكر فى إمكانية عقد انتخابات فى هذه الظروف بينما الداخلية ذاتها برئيس وزرائها فى الحكومة المُقالة صرح من أيام أنه فى حالة استمرار الوضع على ما هو عليه فإن الداخلية قد لا تستطيع  تأمين الانتخابات . ثم أية انتخابات والناس إما مشاركة فى الاعتصام والمليونيات أو مرعوبة من النزول للذهاب والإدلاء بأصواتها من حالة ” الإفلات الأمنى ” المتعمدة كما اكتشف وصرح الجميع ؟ أقول هذا لأن خادمتنا سألتنى : ” مش حيعملوا حاجة فى اللى مش حينزل ينتخب ؟ ” !!. وهى ذاتها القائلة لى , وفى نفس اليوم : ” أنا باين حييجى يوم وانزل التحرير كمان من كتر ما هما صعبانين عليا!”.
كيف يثق المواطن ويطمئن لسلوك أفراد الشرطة والأمن المركزى الانتقامى الذى جربه فى خرق الهدنة بشارع محمد محمود كما رأينا فى فيديو ببرنامج ” آخر كلام ” ليسرى فوده وكما تناقلت بعض مانشيتات الصحف ؟ . وماذا عن 460 ألفاً من البلطجية الذين يمرحون فى ربوع مصر حتى أن المسعفين بالتحرير وجدوا الكثير من حالات الإصابة والوفاة حدثت نتيجة طعنات ؟ . أليس حملة المطاوى والسنج هؤلاء هم ورثة وذراع الحزب الوطنى الذين يتم إنزالهم لنا فى كل انتخابات ؟ .. كل هذا والحكومة المُقالة تواصل تسيير الأعمال ومنها مواصلة وزارة الداخلية بكل همة لعملها المزمن الوحيد الذى تتقنه وهو قتل وسحل جثث المصريين ؟ . ما كل هذا الاستفزاز الفاجر ؟ .
وسط كل هذا لا نجد إلا تصريحات لأمين عام حزب ” الحرية  والعدالة ” د. محمد سعيد الكتاتنى تهدد بأن أية محاولة لتأجيل الانتخابات ستكون مثل ” اللعب بالنار ” .
 أستغرب , هل هناك لعب أكثر من لعبكم ؟ . ومن الذى تهدده , لماذا لا تقلها صراحة ؟ . من الكلام يبدو أنه المجلس العسكرى . إذن أيها السيد الكتاتنى أنت أو أنتم مستعدون لمواجهة المجلس العسكرى وقلب العلاقة التى كانت سمناً بكل أنواع العسل , فقط فى حالة لوح بوادر أو شبهة إضرار ” محتمل ” لفرصتكم فى خوض الانتخابات التى تؤمنون بأنكم ستحرزون فيها نصراً مبيناً فى غزوة صناديق لا يهم أمامها كل الدم الذى سال بعد انسحابكم من الميدان مساء الجمعة 18 نوفمبر حين نزلتم لأجل وثيقة المبادئ فوق الدستورية وليس لأجل حقوق 12 ألف مدنياً يواجهون المحاكم العسكرية من أشهر ويتم قتل بعضهم بالتعذيب فى السجن , وليس  لأجل تطهير مصر من الفلول وفرض المحاكم الثورية وليس لأجل حق المصريين فى أن يمشوا بأمان وكرامة فى وطنهم أو للتخلص من ” الإفلات الأمنى ” ( نعم بدون حرف النون ) . تنظرون فى ساعاتكم الفخيمة جداً قبل أن تحين الساعة الخامسة مساء وأنتم فى الميدان لتحددوا موعد الإنصراف , وثورتكم , عدا الشرفاء من الإسلاميين المعتصمين بالميدان , أضحت هكذا ثورة ” ماتينييه ” ! .
تستحقون تماماً جملة القذافى الشهيرة : ” من أنتم ” ؟! . بل أين أنتم ؟ . ولماذا لا تنضمون إلى الشعب كشبابه وشبابكم الذى سبقكم فى يناير ورأى , بقلبٍ سليم , فى نوفمبر بعدما نزل شباب الوطن كله من الأغلبية غير المُسيسة التى تدّعون تمثيلها وترجحون حصد أصواتها ؟ . قرأنا أن الكثير من مرشحى ” الكتلة المصرية ” و” الثورة مستمرة ” علقوا حملاتهم الانتخابية حداداً على شهداء السبت 19 نوفمبر وكل الشهداء الذين ما زالت الداخلية تقتلهم وتنكر , تماماً كما تنكرون الشمس .. كأنما لا تتمتعون بحس وفطرة تلاميذ إحدى مدارس الدقى الذين كانوا يهتفون فى شارع التحرير بالدقى ظهر الثلاثاء 22 نوفمبر ” الجيش والشرطة إيد … ” ولن أكتب الكلمة .
كان التلاميذ الصغار جدا والضعاف البنية يتجهون ويسبقوننى إلى محطة مترو الدقى  سعياً إلى ميدان التحرير كما قالوا ومعهم لافتات بعدما أخرجوهم مبكراً ربما حين سرت شائعة إعلان محتمل لحظر تجول عصر ذلك اليوم ما أدى إلى إعفاء العديد من الموظفين من أعمالهم وازدحام المترو الساعة الواحدة ظهراً .
نعم , أيها الكبار , وأيها المبتسمون , ويا كل من تعرفون أن المجلس العسكرى والداخلية  يراهنان على إجهاد الناس ومللهم وانقسامهم على برد أرصفة الميدان , إن المواطنين المفقوئى الأعين وتلاميذ المدارس وأهالى الشهداء من كل الطبقات ..كلهم .. كلهم يعرفون صالح هذا البلد ويحبونه , أكثر من أكبر واحد بدكتوراه فيكم .
فى الميدان مصدر البهجة والأمل لكل المصريين رأيت الكثير . لفت نظرى رجل رقيق الحال يحمل لافتة فقيرة مثله ويتحرك . كان يردد ما كتبه عليها : ” هنا مجلس الشعب”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post