6 /10 2011
أيمن نور 30 عاماً.. ومازال للمنصة أسرار «1»
رغم مرور 30 عاماً على حادث المنصة «6 أكتوبر 1981»، مازالت المنصة حبلى بالأسرار التى آن الأوان للكشف عن بعض ألغازها وأسرارها.
السؤال الصحيح ليس هو: من قتل السادات؟! فالأوراق والحقائق الثابتة تؤكد أن قتلة السادات الذين خططوا ونفذوا تلك العملية، صباح السادس من أكتوبر 1981، هم: خالد الإسلامبولى، وعبدالحميد عبدالسلام، وعطا طايل، وحسين عباس، ومحمد عبدالسلام فرج.
السؤال الصحيح هو: مدى تورط أجهزة وقيادات الدولة فى عدم منع تمام وقوع الحادث؟، ومدى علمهم اليقينى بمعظم تفاصيله؟، واتصالهم ببعض العناصر التى أبلغت عن المخطط قبل أيام من وقوعه؟!
المقدم ممدوح محرم حسن أبوجبل هو مفتاح اللغز، والإجابة الشافية للعديد من التساؤلات السابقة، وغيرها من الأسرار التى لم يُكشف عنها بعد فى حادثة المنصة!
المقدم أبوجبل كان ضابطاً بالجيش المصرى، لجأ إليه محمد عبدالسلام فرج- صاحب كتاب «الفريضة الغائبة» – طالباً منه إمداده بإبر ضرب النار، وخِزن بنادق آلية، وخزنة رشاش قصير، وغيرها، وطلب وقتها أبوجبل- الذى لم يكن يعرف عبدالسلام إلا من خلال صديق مشترك– مهلة لتوفير طلباته، بعد أن عرف منه موعد تنفيذ العملية وطبيعتها.
أبوجبل الذى كان يقيم بمنطقة الوراق بالجيزة، ذهب لمقر مباحث أمن الدولة بالجيزة بمنطقة جابر بن حيان، وأدلى بمعلومات تفصيلية عن العملية، وما طلبه منه عبدالسلام فرج، وفى مساء يوم 1 أكتوبر رفع مفتش مباحث أمن الدولة بالجيزة تقريرا عاجلا وسريا للواء النبوى إسماعيل، وزير الداخلية آنذاك، طالباً الرأى والإفادة حول الإجراء الذى يمكن اتخاذه بشأن أبوجبل ومعلوماته.
صدرت التوجيهات يوم 2 أكتوبر بتكليف أبوجبل بمسايرة المجموعة، وطلب مهلة 48 ساعة لتوفير المطلوب الذى تم تسليمه لأبوجبل يوم 3 أكتوبر، بعد إفهامه أن إبر ضرب النار وخزن البنادق والمفرقعات جميعها غير صالح للاستخدام.
أبلغ أبوجبل عبدالسلام بتوفير المطلوب، فأرسل له صالح جاهين ومحمد طارق إبراهيم مستقلين سيارة صفوت الأشوح التى وصلت منزل أبوجبل بعد مغرب يوم الأحد 4 أكتوبر 1981، وتسلموا المطلوب وعادوا لمنزل عبدالسلام فرج أثناء وجود الإسلامبولى، ومعه أسامة قاسم الذى تولى تدريب المجموعة على استخدام القنابل الدخانية واليدوية التى وضعها الإسلامبولى فى حقيبة «سمسونايت» حيث اتجه فى العاشرة مساءً لبوابة الميريلاند للقاء شركائه متجهين إلى مقهى بميدان الإسماعيلية، ومنه إلى أرض المعارض، صبيحة الاثنين 5 أكتوبر 1981.
إبر ضرب النار التى سلمها أبوجبل للمجموعة بعد أن تسلمها من جهات الأمن لم تكن فاسدة، كذلك القنابل اليدوية التى أحدثت النتيجة المطلوبة، وهى قتل الرئيس السادات.
من هنا كان ينبغى أن يكون المركز القانونى لأبوجبل أنه شريك كامل قدم المساعدة فى تمام الجريمة مستحقاً عقاب الفاعل الأصلى! إلا أن قرار الاتهام خلا من وجود أبوجبل نهائياً؟! وتحول أبوجبل لشاهد إثبات، أو شاهد ملك، دون تفسير للأسباب التى منعت الأجهزة والنظام من منع الجريمة التى أرشد عنها أبوجبل كاملة!
سنوات طويلة وأنا أبحث عن أبوجبل، فى محاولة للوصول إلى حقيقة هذا اللغز، دون جدوى، حيث قيل إنه سافر للسعودية ولم يعد إلا مرة واحدة بعد 12 عاماً لحضور عزاء والده بالوراق، حيث مُنعنا من الحديث معه واختفى مرة أخرى.
بعد 30 سنة مضت وانقضت، مازال أبوجبل لغزاً من بين ألغاز كثيرة، واستفهامات كبيرة حول حادث المنصة التى مازالت حبلى بالأسرار..
«غداً.. أسرار جديدة بعد 30 عاماً من حادث المنصة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق