الأحد، 30 أكتوبر 2011

دور الإعلام في التغيير


دور الإعلام في التغيير
مقــــــــدمــه :
نشأ الإعلام للتحدث بإسم الأمم وقد نشأ لهذا الهدف وليس بهدف الدفاع عن الحكومات ولكن تم استغلاله بشكل أخر وخصوصاً في الدول التي يحكمها الأنظمة الدكتاتوريه كما هو الحال في أغلب الدول العربيه فقد ظلت وسائل الإعلام تدافع عن رؤوس الأنظمه متجاهلة لمصالح الشعوب حتي انفجرت ثورة التكنولوجيا في الألفية الثالثة عن طريق الأقمار الصناعية والإنترنت ودخل العالم العربي في ثورة التكنولوجيا التي أثرت تأثيراً ملحوظاً في هذا العالم ومع بداية عام 2005 ظهرت المدونات " المواقع الشخصيه " والتي خلقت نوعاً جديداً من أنواع الإعلام والذي أطلق عليه الإعلام الجديد " new media " أو الصحافة الشعبيه وقد كان لهذا النوع من الإعلام دوراً في انتشار حركة كفايه منذ عام 2005 وأيضاً كان له دور ملحوظ في مساندة القضاه أثناء إنتفاضتهم عام 2006 بعد تزوير إنتخابات مجلس الشعب بقيادة نظام مبارك . 
المـــــدونات : 
وكان للإعلام الجديد " المدونات " دوراً ملحوظاً للإفراج عن المعتقلين بسبب تضامنهم مع القضاه في ثورتهم ثم توالت الأحداث وفضحت المدونات دور الشرطه في تلفيق القضايا وتعذيب المواطنين داخل الأقسام والسجون ومن أشهر هذه القضايا قضية سائق الميكروباص الذي انتهك عرضه داخل قسم شرطة بولاق علي يد معاون مباحث القسم " إسلام نبيه " وقد فجر هذه القضيه أنذاك المدون " وائل عباس " عن طريق مدونته " الوعي المصري " وعلي أثر تفجير هذه القضيه تفاعلت كثيراً من منظمات المجتمع المدني وحركات الإحتجاج الشبابيه حتي حكم القضاء علي الضابط " إسلام نبيه " بثلاث أعوام وتوالت المدونات في الإنتشار وفضح قضايا فساد كثيره
أشهرهم مدونة غد الثورة الجديد بالدقهلية القائم علية الناشط السياسي والمدون أيمن الحسيني . 
تواصل إجتماعي :- فيس بوك & تويتر : 
ثم انتشرت في نهاية عام 2007 مواقع التواصل الإجتماعي وأشهرها موقعي الفيس بوك وتويتر فمثلاً موقع الفيس بوك أتاح للشباب إنشاء الجروبات الجروبات التي تجمعهم علي قضيه أو فكره أو هوايه وكان أول رد فعل علي أرض الواقع في مصر من خلال إنشاء جروب للدعوة لإضراب عام في مصر يوم السادس من إبريل عام 2008 علي أثر إحتجاجات العمال بمدينة المحله الكبري . 
أنشأ الجروب في هذا الوقت الناشطان أحمد ماهر وإسراء عبد الفتاح وقد إنضم لجروب الإضراب حوالي سبعون ألفاً من المترددين علي الموقع برغم سيطرة السلطات علي بعض المواقع إلا أنه كان له أثراً في تغيير الواقع الإجتماعي والسياسي بعد أحداث المحله فقد إستطاع الشباب في مصر التعبير عن طموحاتهم ومطالبهم التي لم تكن لها أي أبعاد سياسيه أو صراع علي السلطه بل كانت واقعيه تتحدث عن غلاء الأسعار وربط الأجور بالأسعار ومن هنا وبعد إعتقال الشباب الداعين لهذا الإضراب ذاد التضامن معهم من خلال موقعي التواصل الإجتماعي الفيس بوك وتويتر حتي تم الإفراج عنهم وعرف الشباب طريقهم ونظموا أنفسهم من خلال الموقع وأنشأوا مجموعات عمل علي أرض الواقع من خلال العالم الإفتراضي وفتحوا معظم ملفات الفساد الموجوده في مصر وتفاعل معهم الكثير من الشباب الذين لم يكن لهم أي علاقه بالمشاركة السياسيه ولكنهم كانوا تحت وطأة وقمع الدولة البوليسيه كأي مواطن .
وتوالت الأحداث إلي أن وقعت الشرطه في جريمة قتل الشاب خالد سعيد ونشر صورته بعد قتله أحد مرشحي الرئاسه وهو أيمن نور من خلال صفحته علي الفيس بوك ثم تداول الشباب هذه الصور عبر الموقع وأنشأوا صفحة تحت إسم " كلنا خالد سعيد " وتعدت الصفحه المئة ألف عضواً ومن خلال هذه الصفحه تواصل الشباب سوياً قبل أن يلقوا نفس مصير خالد سعيد ورغم محاولات التضليل من خلال صحافه النظام المتواطئه وإعلامه الفاسد والتي نشرت أكاذيب كثيره حول القضيه ولم تنشر أية حقائق إلا ان الشباب نجحوا في نشر قضيتهم عالمياً ووجدوا تأييداً وتضامناً عالمياً لقضيتهم وانتفضت معهم كل محافظات مصر وكان لهذه الصفحه دوراًكبيراً في الدعوه لثورة الخامس والعشرين من يناير كأول ثوره يتم تحديد ميعادها مسبقاً علي مستوي العالم .
وفي هذه الأثناء كانت شرارة بوعزيزي ولولا مواقع التواص الإجتماعي ماعلم أحد بحادثته في تونس ومن خلال هذه الشراره التي انطلقت في تونس إنتفض الشباب التونسي ونشر الشباب التونسي أحداث إنتفاضته لحظه بلحظه علي موقعي الفيس بوك وتويتر ولقي الشباب التونسي تأييد الشباب المصري وساعدوا بعضهم بعضاً في نشر أحداث الثورة التونسيه ومن خلال ثورة تونس إستفاد الشباب المصري من ثقافة الشباب التونسي وظل يراقب ويساعد حتي نجحت الثورة التونسيه في خلع الدكتاتور بن علي من هنا استفاد الشباب المصري من التجربة التونسيه وحاول تطبيقها نصياً مع الإبتكار المصري وبالفعل دعا شباب 6 إبريل وشباب من أجل العداله والحريه وصفحة كلنا خالد سعيد ليوم إحتجاجي بتاريخ 25 يناير 2011 وهو يوم عيد الشرطه وبالفعل نجح الشباب للتخطيط لليوم عبر الفيس بوك وتويتر ورحب الشباب بالأحزاب السياسية الفعاله التي أيدت دعوتهم وساندت مطالبهم ولم يقصوا أحد من المشاركه في هذا اليوم . 

فيديو الإنترنت " يوتيوب وفيس بوك " :
من أشهر الفيديوهات التي أثرت في الواقع الإجتماعي المصري هي فيديوهات التعذيب داخل أقسام الشرطه حيث إنتشرت عبر المدونات الشخصيه للنشطاء كما وضحنا في الفصل الأول من المقال " المدونات " فقد تم تداول هذه الفيديوهات بعد ذلك عبر الموبيلات الحديثه حتي وصلت لجميع المواطنين بشكل واسع جداً عن طريق خدمة البلوتوث مما  زاد المواطنين إشتعالاً وتفاعل معظمهم مع قضايا التعذيب وتجرؤوا علي فضح ظباط التعذيب الموجودين بأقسام الشرطه وذلك بعد كسر حاجز الخوف وظهرت ألاف القضايا المسكوت عنها وتم حبس العشرات من ضباط الشرطه المتورطين في قضايا التعذيب .
راديو وتلفزيون الإنترنت :
طور الشباب من أدائهم علي الشبكة المعلوماتيه واتجهوا لعمل تفاعل جديد من خلال راديو وتلفزيون الإنترنت دون التحيز لتيار بعينه ولكن بشكل محايد جداً ونشر الشباب من خلال راديو وتلفزيون الإنترنت الحقائق كما يرونها في الواقع دون سقف أو خطوط حمراء وكان شعارهم المصارحه دون تجريح . خاطبت الراديوهات قطاع مستخدمي الإنترنت في مصر ودعمت مبادرات كثيره ضد الفساد كما قامت من خلال البث المباشر بتدريب الشباب علي إستخدام وسائل الإنترنت وتعليمهم تفعيل أدوات الإعلام الجديد . 
إهتمت أيضاً برصد وإثارة قضايا وتحديات الواقع المصري الشاب كالبطاله واعنوسه والفقر وردائة التعليم والعزوف عن المشاركة السياسيه والمجتمعيه واحترمت في عملها المواثيق والمعاهدات الدوليه الخاصه بحقوق الإنسان .
واستخدمت في عملها حملات التوعيه والبرامج التوثيقيه والحواريه والتحقيقات والأنشطة العامه من أجل تحقيق أغراضها .
كما حمل هذا النوع من أنواع الإعلام الجديد تفعيل وتأثير دوره في المجتمع المصري بقوته كأحد الأليات التي تعبر عن مصالح جيل كامل من الشباب الذي عاصر ثورة التكنولوجيا وذلك من خلال تعريفهم بأليات التعبير عن أرائهم وأفكارهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية عبر إستخدام وسائل رخيصة السعر وواسعة التأثير .
المــــــوبايل :
كان للموبايل دور كبير في إنجاح تجمعات الإحتجاج الشبابيه وتفعيل دور الإعلام البديل وذلك عن طريق الرسائل القصيره وخدمة البث المباشر والتواصل بشكل دائم علي الفيس بوك وتويتر وخدمة البلاك بيري ماسنجر.
إستغل الشباب المصري الموبايل عن طريق الرسائل القصيره للدعوات للمظاهرات والإجتماعات السرية منها وغير السريه ومراسلة الفضائيات الدوليه في أقوقات التضييق عليهم في المظاهرات ومحاصرتهم .
وأيضاً في هذه الأثناء حينما كانت تحاول السلطات التضييق علي التظاهرات والإحتجاجات وتمنع تواجد الإعلام الرسمي والدولي الفضائي  ، إستخدم الشباب خدمة البث المباشر عن طريق الموبايل صوت وصوره بخدمة بامبوزر التي تتيح للموبايل أن ينقل الفيديو لحظة تصويره ، وبهذه الطريقه خرج الشباب من محاولات التعتيم علي فاعلياتهم المناهضة للنظام الدكتاتوري .
بهذا السرد المختصر نستطيع أن نقول بأن الشباب إستطاع تدويل قضيته بنفسه دون خوف من الجلاد أو رعب من العسكر دون مهابة سور السجن أو قفص الإتهام ، ومن الواجب علينا أيضاً أن نعترف بدور الإعلام الجديد ولولاه ماكان التغيير الذي يعم الأن ولولاه ماسقطت أكبر الدكتاتوريات في العالم العربي الأن . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post