الأحد، 11 ديسمبر 2011

ماهي الليبرالية ومفهومها وتعريفها من واقع تجربتي




تعريف بالليبرالية


اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر. فالليبرالية تعني التحرر. وفي أحيان كثيرة تعني التحرر المطلق من كل القيود مما يجعلها مجالا للفوضى.


الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها


تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.


وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا.


ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك


تطورت الليبرالية عبر أربعة قرون ابتداءً من القرن السادس عشر حيث ظهرت نتيجة للحروب الدينية في أوروبا لوقف تلك الصراعات باعتبار أن رضا المحكوم بالحاكم هو مصدر شرعية الحكم وأن حرية الفرد هي الأصل وقد اقترح الفلاسفة توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو وإيمانويل كانط نظرية العقد الاجتماعي والتي تفترض أن هنالك عقدا بين الحاكم والمحكوم وأن رضا المحكوم هو مبرر سلطة الحاكم، وبسبب مركزية الفرد في الليبرالية فإنها ترى حاجة إلى مبرر لسلطة الحاكم وبذلك تعتبر نظرية العقد الاجتماعي ليبرالية رغم أن بعض أفكار أنصارها مثل توماس هوبز وجان جاك روسو لم تكن متفقة مع قيم الليبرالية.


كان هوبز سلطوي النزعة سياسياً، ولكن فلسفته الاجتماعية، بل حتى السلطوية السياسية التي كان يُنظر لها، كانت منطلقة من حق الحرية والاختيار الأولي. لوك كان ديموقراطي النزعة، ولكن ذلك أيضاً كان نابعاً من حق الحرية والاختيار الأولي. وبنثام كان نفعي النزعة، ولكن ذلك كان نابعاً أيضاً من قراءته لدوافع السلوك الإنساني (الفردي) الأولى، وكانت الحرية والاختيار هي النتيجة في النهاية.


ولإجمال التطور في الليبرالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، يمكن القول أن حقوق الفرد قد ازدادت وتبلورت عبر العصور حتى قفزت إلى المفهوم الحالي لحقوق الإنسان الذي تبلور بعد الحرب العالمية الثانية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.


وقد يكون أهم تطور في تأريخ الليبرالية هو ظهور الليبرالية الاجتماعية أو (الاشتراكية) بهدف القضاء على الفقر والفوارق الطبقية الكبيرة التي حصلت بعد الثورة الصناعية بوجود الليبرالية الكلاسيكية ولرعاية حقوق الإنسان حيث قد لا تستطيع الدولة توفير تلك الحقوق بدون التدخل في الاقتصاد لصالح الفئات الأقل استفادة من الحرية الاقتصادية.

هناك تعليق واحد:

  1. الليبرالية .. كلمة فرنسية تعنى الحرية المقيدة بضوابط .. وعند الفرنسيين تعنى الحرية .. الأيخاء .. المساواه..
    ولو تأملنا هذه الضوابط نجدها هى نفس المبدأ الذى دخل به الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة .... حيث ترك حرية العبادة والعقيدة .. وأبقى على يهود ونصارى المدينة .
    والايخاء ... آخى بين المهاجرين والانصار ..
    والمساواه ... ساوى بين السادة والعبيد ..
    فلقد أخذت فرنسا هذه المبادئ وطبقتها على مجتمعها فنجت حتى أصبحت بلد النور .
    وعندنا الليبرالية بمعناها السياسى .. هى الحرًى بتشديد الراء ثلاث مرات
    وهى الحر ... الذى ينطلق من معتقده بوجود إلاه .
    وهى الحر ... الذى ينطلق من معتقده بكرامة إنسانية .
    وهى الحر ... الذى ينطلق من معتقده بقدسية وطنه .
    ومن رواد الليبرالية فى مصر الشيخ حسن العطار ... الشيخ محمد عبده ... الزعيم سعد زغلول .
    ومعنى الليبرالية بالعربية كمفهوم هى المسلم المستنير
    كل الديانات السماوية عندما نزلت كانت تنادي بتجريد العبودية لله وحده وترك الأمور الدنيوية لينظمها الفاعلون الاجتماعيون وفقا لمتطلبات طبائع العمران البشري( بلغة ابن خلدون).. والإسلام ليس بدعا منها( أنتم أعلم بشئون دنياكم)..( ما كان من دينكم فإلي, وما كان من دنياكم فأنتم أدرى به) .. والديانات السماوية الأولى كانت في نسختها الوحيية تهدف إلى ربط الإنسان بخالقه بعيدا عن تصنيم البشر أيا كانوا.. في مقابل ترك وسائل إدارته لدنياه, والتي هي بطبيعتها ديناميكية متغيرة لظروف الاجتماع البشري في مراحله اللاحقة .. لكن ما أن يتماش الدين بالسياسة في براغماتيتها المنفعية حتى تحل ظلال المعنى بدلا من المعنى نفسه .. أو قل : لابد من الاستعانة بظلال المعنى لتبرير متطلبات السياسة التي هي بطبيعتها وضعية .. وعندما تنصرت الدولة الرومانية مع الإمبراطور قسطنطين لم تجد الدولة والقساوسة بدا من تدشين ظلال المعنى بدلا من المعنى نفسه .. فتم تحوير المسيحية لتتلاءم مع المتطلبات السياسية الجديدة للدولة الرومانية.. نفس الشيئ حصل مع الإسلام الذي كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين يمثل المعنى بنقاوته .. لكن ما أن أنشأ معاوية بن أبي سفيان المُلك العضوض على أنقاض الخلافة الراشدة حتى احتاجت السياسة إلى إحلال ظلال المعنى بإحلال تأويل جديد لمفاهيم الإسلام الكبرى .. فتم تدشين الجبرية لتكريس تسلط الأمويين على مقدرات الأمة بالتناغم مع تغييب أية نصوص تنشد فاعلية فردية الإنسان لإعادة تعويمه ليكون متناغما مع متطلبات الجماعة .. فحلت الأيديولوجية محل الإنسان وحلت الوسيلة محل الغاية .. أما الجماعة التي نشأت الليبرالية لتخليص الفرد منها فهي مفهوم شامل لكل من يريد أن يغتصب حريته .. سواء أكانت حرية دينية وهي الأساس أو كانت حرياته الفردية الأخرى اللاحقة .. من يجبرك على اعتقاد معتقد معين حتى لو كان فردا واحدا فهو من تلك الجماعة.. من يأطرك على أن تتناغم مع أيديولوجية معينة فهو غاصب لحريتك .. وهنا أقصد أن الليبرالية في نشأتها تتناغم مع الإسلام ومع الديانات السماوية الأولى في تخليص الفرد من أسر الأيديولوجيات الجمعية .
    رمضان الحلوانى

    ردحذف

Ads Inside Post