أحمد الدريني يكتب " صديقي في حملة حمدين .. ارفع راسك فوق ! "
=====================================
وسط هذا الجدل العاصف حول هزال الإقدام على التصويت ، ووسط الشائعات المتضاربة وعدم الاتزان الإعلامي والسياسي ، وفي ظل اهتزاز الدولة ككل حيال ما يجري .. هناك شيء واحد مضيء في هذا كله .
" حملة حمدين "
أيا كان قرارك الانتخابي ، سيسي أو حمدين أو إبطال أو مقاطعة أو تطنيش ، فإن هذه الحملة واحدة من أروع ما جرى في الحياة السياسية المصرية منذ عقود .
شباب حالم ومتكاتف .. ظل يقاتل لأجل حلمه وقناعته رغم الأمر الواقع الذي بدا على مدار الشهور والأسابيع الماضية كما لو كان ملكا شخصيا للسيد عبد الفتاح السيسي .
كانوا يحاصرونك بدعوتهم النبيلة لمناصرة مرشحهم ... من كل منفذ يصلون منه إليك .. فيسبوك وتويتر واتصالات شخصية ..
بنبل وبراءة وحلم .. دون إلحاح أو إصرار أو لزوجة .. كانوا أقرب لقافلة تسير وحيدة في صحراء موحشة ، ينادونك أن تلحق بهم ، فإن لحقت احتفوا بك ، وإن لم تلحق لم يلوموك .
يمضون بابتسامتهم الآسرة .. وكأنهم تدربوا عليها عشرات السنين .
تفهموا دوافع الناس ، على اختلاف جذورها ، ومضوا في طريقهم لا يلتفتون ولا تتثاقل خطاهم .. وكأنك ترى فيهم قول القائل ( المطمئن لا يضل ) .
فكان أنت تمكنوا من استقطاب الكثيرين من المترددين أو المقاطعين ، بمضيهم قدما على هذا النحو الجسور .
لم يتورطوا - على حد ما رأيت - في أي جرم أخلاقي من هذه الجرائم التي تصاحب أوقات الانتخابات والدعاية عادة .. حافظوا على اتزانهم النفسي وتهذيبهم ، وكانوا بأدب وحرفية ينعتون السيسي في وسائل الإعلام ب " المرشح الآخر " .
لم تتهاون حملة حمدين ولم تتراجع أمام الإعلام المنحاز والدعاية الفاجرة ولا أمام موجات ثبيط الهمم والتشكيك في مرشحهم الانتخابي .
خاضوا معركتهم بشرف وتفان حتى اللحظات الأخيرة ..
تحدثوا لوسائل الإعلام بجرأة وانفتاح ودعوا أكثر من مرة لمناظرة مع المشير السيسي أو أي من أفراد حملته .. لكن حملة المرشح الأوفر حظا ، كانت متعلثمة مرتبكة بطيئة ، موفقة في قراراتها " غير الذكية " على امتداد السباق الانتخابي .
حملة حمدين التي حاربت طواحين الهواء ، دليل حي على أن هذه البلد لن تسقط أبدا ..
ففي صور شباب حملة حمدين أثناء توجههم لتسليم توكيلات مرشحهم ، شيء من النبل والتفاؤل لا يمكن أن تغض الطرف عنه ، إلا تعاميا أو حسدا .
إذا كان السيسي بشعبيته وبطوفان إمكاناته الهادر ، لم يفل في عزيمتهم ولا في إصرارهم على حلمهم ، فما الذي قد يوقف هذا الشباب الوطني يوما ما عن عمله لأجل بلاده ؟
ضمت الحملة أعمارا متباينة واتجاهات مختلفة ، لكنهم جميعا كان لديهم هذا الطراز من الشجاعة للاستمساك بالقناعة الوطنية المنبنية على ثورة يناير ، في ظل وقت يتنصل فيه الهتيفة والمتحولون من يناير ومن القناعات بل وربما الوطنية نفسها إذا لزم الأمر .
ورغم كراهية الإخوان لمرشحهم وانحياز السلفيين للسيسي ، ورغم انفضاض فصائل واسعة من القوى المنظمة عن حمدين ، لم تفتر عزائمهم وراهنوا على شيء ما ، من فرط خياليته كان جميلا ومن فرط جماله كان خياليا ..
قرار ترشح حمدين ، أيا كانت بواعثه وأيا كانت ملابساته ، أظهر لنا هذا الجوهر الجميل الذي ربما لم تكن الظروف لتتيح لنا رؤيته بهذا الجلاء ..
حمدين صباحي ، في وطنيته ليس محل شك ... لكن في قدرته وإمكاناته محل تحفظ للكثيرين .
لكن إذا قدر الله لحمدين أن يفوز ( حتى وإن بدت لك هذه الجملة عبثية وكاريكتورية وكارتونية ) فإن هذه الطاقة الجبارة النبيلة التي انبعثت عن حملته ، هي " بشرة خير " حقيقية لأجل هذا البلد .
حملة السيسي ، برأيي ، كانت لزجة وغير موفقة على نحو مدهش في كل خطواتها تقريبا ، في ظاهرة تخالف علم الإحصاء نفسه ! فكيف يمكنك أن تأخذ كل هذا الكم الخاطيء من القرارات دون توفيق واحد يذكر ولو على سبيل الحظ ؟
السيسي ، الأوفر حظا في الفوز بالرئاسة ، مسؤول عن حملته ، حتى ولو قيل إنه سيتنصل منهما وسيستعين بطاقم جبار من الخبراء المخضرمين في كل شيء .
وحمدين ، الأقل حظا في الفوز بالرئاسة ، حتى وإن خسر الحكم إلا أنه خاض هذه المعركة بجد حقيقي ، ربما بدا للبعض انتحارا أو تمثيلا في مسرحية هزلية .. لكنه خاضها حتى نهايتها بأداء ممتاز في محصلته .
صدقني يا سيادة المشير السيسي ، وأنا لست من الذين يبغضونك ، ماذا يفيدك أن تفوز بالرئاسة وقد خسرت أولى جولاتك السياسية في الحياة المدنية بهذا الأداء المترنح وغير الموفق في الاستعداد للانتخابات ؟
صدقني يا سيد حمدين ، وأنا من الذين يحبونك ، ماذا يضيرك لو خسرت الرئاسة وقد فزت بكل هذا الحب من أناس اجتمعوا حولك اقتناعا بك ، وحلما من أجلك ، لا طلبا لمصلحة أو سواه ؟
صديقي النبيل المؤيد للسيد حمدين صباحي .. حين يعلنون نتيجة الانتخابات ، أرجوك فلتتذكر أنك " خسرت حلما جميلا .. وما خسرت السبيلا .. وما خسرت السبيلا .. وما خسرت السبيلا " ..
=====================================
وسط هذا الجدل العاصف حول هزال الإقدام على التصويت ، ووسط الشائعات المتضاربة وعدم الاتزان الإعلامي والسياسي ، وفي ظل اهتزاز الدولة ككل حيال ما يجري .. هناك شيء واحد مضيء في هذا كله .
" حملة حمدين "
أيا كان قرارك الانتخابي ، سيسي أو حمدين أو إبطال أو مقاطعة أو تطنيش ، فإن هذه الحملة واحدة من أروع ما جرى في الحياة السياسية المصرية منذ عقود .
شباب حالم ومتكاتف .. ظل يقاتل لأجل حلمه وقناعته رغم الأمر الواقع الذي بدا على مدار الشهور والأسابيع الماضية كما لو كان ملكا شخصيا للسيد عبد الفتاح السيسي .
كانوا يحاصرونك بدعوتهم النبيلة لمناصرة مرشحهم ... من كل منفذ يصلون منه إليك .. فيسبوك وتويتر واتصالات شخصية ..
بنبل وبراءة وحلم .. دون إلحاح أو إصرار أو لزوجة .. كانوا أقرب لقافلة تسير وحيدة في صحراء موحشة ، ينادونك أن تلحق بهم ، فإن لحقت احتفوا بك ، وإن لم تلحق لم يلوموك .
يمضون بابتسامتهم الآسرة .. وكأنهم تدربوا عليها عشرات السنين .
تفهموا دوافع الناس ، على اختلاف جذورها ، ومضوا في طريقهم لا يلتفتون ولا تتثاقل خطاهم .. وكأنك ترى فيهم قول القائل ( المطمئن لا يضل ) .
فكان أنت تمكنوا من استقطاب الكثيرين من المترددين أو المقاطعين ، بمضيهم قدما على هذا النحو الجسور .
لم يتورطوا - على حد ما رأيت - في أي جرم أخلاقي من هذه الجرائم التي تصاحب أوقات الانتخابات والدعاية عادة .. حافظوا على اتزانهم النفسي وتهذيبهم ، وكانوا بأدب وحرفية ينعتون السيسي في وسائل الإعلام ب " المرشح الآخر " .
لم تتهاون حملة حمدين ولم تتراجع أمام الإعلام المنحاز والدعاية الفاجرة ولا أمام موجات ثبيط الهمم والتشكيك في مرشحهم الانتخابي .
خاضوا معركتهم بشرف وتفان حتى اللحظات الأخيرة ..
تحدثوا لوسائل الإعلام بجرأة وانفتاح ودعوا أكثر من مرة لمناظرة مع المشير السيسي أو أي من أفراد حملته .. لكن حملة المرشح الأوفر حظا ، كانت متعلثمة مرتبكة بطيئة ، موفقة في قراراتها " غير الذكية " على امتداد السباق الانتخابي .
حملة حمدين التي حاربت طواحين الهواء ، دليل حي على أن هذه البلد لن تسقط أبدا ..
ففي صور شباب حملة حمدين أثناء توجههم لتسليم توكيلات مرشحهم ، شيء من النبل والتفاؤل لا يمكن أن تغض الطرف عنه ، إلا تعاميا أو حسدا .
إذا كان السيسي بشعبيته وبطوفان إمكاناته الهادر ، لم يفل في عزيمتهم ولا في إصرارهم على حلمهم ، فما الذي قد يوقف هذا الشباب الوطني يوما ما عن عمله لأجل بلاده ؟
ضمت الحملة أعمارا متباينة واتجاهات مختلفة ، لكنهم جميعا كان لديهم هذا الطراز من الشجاعة للاستمساك بالقناعة الوطنية المنبنية على ثورة يناير ، في ظل وقت يتنصل فيه الهتيفة والمتحولون من يناير ومن القناعات بل وربما الوطنية نفسها إذا لزم الأمر .
ورغم كراهية الإخوان لمرشحهم وانحياز السلفيين للسيسي ، ورغم انفضاض فصائل واسعة من القوى المنظمة عن حمدين ، لم تفتر عزائمهم وراهنوا على شيء ما ، من فرط خياليته كان جميلا ومن فرط جماله كان خياليا ..
قرار ترشح حمدين ، أيا كانت بواعثه وأيا كانت ملابساته ، أظهر لنا هذا الجوهر الجميل الذي ربما لم تكن الظروف لتتيح لنا رؤيته بهذا الجلاء ..
حمدين صباحي ، في وطنيته ليس محل شك ... لكن في قدرته وإمكاناته محل تحفظ للكثيرين .
لكن إذا قدر الله لحمدين أن يفوز ( حتى وإن بدت لك هذه الجملة عبثية وكاريكتورية وكارتونية ) فإن هذه الطاقة الجبارة النبيلة التي انبعثت عن حملته ، هي " بشرة خير " حقيقية لأجل هذا البلد .
حملة السيسي ، برأيي ، كانت لزجة وغير موفقة على نحو مدهش في كل خطواتها تقريبا ، في ظاهرة تخالف علم الإحصاء نفسه ! فكيف يمكنك أن تأخذ كل هذا الكم الخاطيء من القرارات دون توفيق واحد يذكر ولو على سبيل الحظ ؟
السيسي ، الأوفر حظا في الفوز بالرئاسة ، مسؤول عن حملته ، حتى ولو قيل إنه سيتنصل منهما وسيستعين بطاقم جبار من الخبراء المخضرمين في كل شيء .
وحمدين ، الأقل حظا في الفوز بالرئاسة ، حتى وإن خسر الحكم إلا أنه خاض هذه المعركة بجد حقيقي ، ربما بدا للبعض انتحارا أو تمثيلا في مسرحية هزلية .. لكنه خاضها حتى نهايتها بأداء ممتاز في محصلته .
صدقني يا سيادة المشير السيسي ، وأنا لست من الذين يبغضونك ، ماذا يفيدك أن تفوز بالرئاسة وقد خسرت أولى جولاتك السياسية في الحياة المدنية بهذا الأداء المترنح وغير الموفق في الاستعداد للانتخابات ؟
صدقني يا سيد حمدين ، وأنا من الذين يحبونك ، ماذا يضيرك لو خسرت الرئاسة وقد فزت بكل هذا الحب من أناس اجتمعوا حولك اقتناعا بك ، وحلما من أجلك ، لا طلبا لمصلحة أو سواه ؟
صديقي النبيل المؤيد للسيد حمدين صباحي .. حين يعلنون نتيجة الانتخابات ، أرجوك فلتتذكر أنك " خسرت حلما جميلا .. وما خسرت السبيلا .. وما خسرت السبيلا .. وما خسرت السبيلا " ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق