بداية أود أن أحيي الشعب السوري الشقيق ومنه بوجه خاص الثوار الشجعان الأماجد.
فتحية لحمص..
أحيي الشعب الشقيق في سوريا والمنتفضين الشجعان مرفوعي الرؤوس .. تحية لحمص الباسلة المضرجة بالدم.. قلعة الشرف والصمود في مواجهة الاستبداد السفاح الحاكم في سوريا..
(هتاف الجمهور باللغة العربية: الشعب يريد إسقاط النظام).
فتكريما وإجلالا لصمود الشعب السوري ومقاومته الباسلة أدعوكم إلى الوقوف والتصفيق لهم دقيقة واحدة.
نعم تحية لحمص الباسلة المضرجة بالدم.. قلعة الشرف والصمود في مواجهة الاستبداد السفاح الحاكم في سوريا..
إن مقاومة الأخوات والإخوة السوريين لمدة 11 شهرا أخذت تشكل نموذجا مثاليا ومثيرًا للإعجاب لدى جميع شعوب المنطقة، وإنشاء خلايا الجيش السوري الحر في أرجاء البلاد إنما يبين عزمهم الراسخ على نيل الحرية..
إن هذا الكفاح اللامع يجعل من هذه السنة (2012) منعطفا مصيريا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث كونه يستهدف جبهة الدكتاتورية والفاشية الدينية في المنطقة بأسرها. الأمر الذي يثير مخاوف خامنئي وأزلامه، فلذلك يشاركون في إبادة أبناء سوريا المنتفضين بشكل مباشر. وإنه لعمل مشين يتبرأ منه أبناء الشعب الإيراني جميعا..
وقد أيدت دكتاتورية الملالي الحاكمة في إيران وبشكل رسمي استخدام الصين وروسيا في قرار مخجل حق نقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي لإدانة نظام بشار الأسد لتسهم في مجزرة الشعب السوري وتشارك مشاركة فعالة بقوات القدس في مجزرة أبناء الشعب السوري.
باسم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية أستنكر ضلوع خامنئي في الجريمة ضد الإنسانية في سوريا ونستنكر ونؤكد ضرورة اتخاذ خطوة ملموسة لحماية أبناء الشعب السوري العزل..
مرة أخرى يجب أن نتساءل أين مبدأ RTOP؟ أين المسؤولية الدولية عن الحماية؟.. أين الأمم المتحدة؟ هذا النداء يجب أن يُسْمعَ من مدن سوريا إلى مدينة أشرف ومن مدن موطني إيران وسجونه. وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بأداء واجباته تجاه حماية ضحايا المجازر البشعة التي يقترفها الطغاة والفاشيون.
فأخاطب أخواتي وإخوتي السوريين لنقول لهم: نعم، إننا نقف بجانبكم.. إن شهداءكم شهداؤنا الأعزاء.. نشاطركم أحزاناً وآلاماً من صميم قلوبنا.. فإن انتصاركم انتصارنا..
نعم نقول لهم: إن شهداءكم شهداؤنا الأعزاء.. نشاطركم أحزانكم وآلامكم بملء قلوبنا.. فإن انتصاركم انتصارنا.. فأمامكم وأمام حمص وأمام أشرف لا يجد الطغاة وسيلة إلا الوحشية والهمجية وإراقة الدم.. لكنا نقول لهم إن حمص وأشرف هما اللتان ستغيران وجه الشرق الأوسط صوب الحرية والديمقراطية..
اليوم 11 شباط ذكرى ثورة أطاحت قبل 33 عاماً بديكتاتورية أخرى. ثورة من أجل الحرية التي جلبت التضامن والأمل. إلا أن عفريتاً يدعى خميني سرق قيادة الثورة واعتمد القمع وقتل الحريات للحفاظ على سلطته. اننا وقفنا بقوة في ذلك الوقت أمام المساعي لإقامة استبداد مطلق تحت يافطة الإسلام. انه قام بارتكاب مذبحة وبأبعاد واسعة في المظاهرة السلمية التي انطلقت في طهران وبدأ عصر المزيد من الإعدامات وأدخل الثورة الإيرانية في بحر من الدماء والجنون.
انه بدأ أعمال القمع والتنكيل ثم مهد لحرب مدمرة مع العراق وجعل مليون مواطن إيران يقتلون في أتون الحرب. وعندما تجرع كأس السم على مضض، فباشر بتصدير الإرهاب ليحل محل الحرب. إن تصدير الإرهاب من قبل الملالي هو حرب ضد المجتمع الدولي وضد شعوب المنطقة بدء من أفغانستان ومروراً بالعراق وسوريا ولبنان وهي متواصلة ليومنا هذا.
لقد اعترف خامنئي الأسبوع الماضي بأنه وبدعم نظامه قد أسسوا حزب الله اللبناني ثم دعموه وأبقوه طيلة هذه السنوات..
ان نقل حماية سكان أشرف إلى الحكومة العراقية كان خطأ كبيراً. الا أن عدم الوقوف بوجه ضغوطات خامنئي الرامية للقضاء على أشرف وسكانه اليوم يعد أخطر من ذلك بمئات المرات.
الكل يعلم أن المقاومة الإيرانية وسكان أشرف أبدوا لحد الآن المزيد من المرونة وقدم المزيد من التنازلات لتمرير حل سلمي . إنهم قد تنازلوا عن حقهم في الإقامة منذ 25 عاماً في العراق وكذلك تنازلوا عن مدينتهم التي بنوها بأيديهم وكذلك المزيد من حقوقهم الأخرى.
إن طلبهم الملح يتمثل بضمان الحدود الدنيا في المخيم الجديد بحيث يحترم أمن وكرامة مجاهدي الحرية خاصة النساء وهذا أمر ضروري ولابد من تلبيته.
على أية حال فان 400 من ساكني أشرف وبطلب مني قبلوا الانتقال إلى المخيم الجديد أي ليبرتي بسياراتهم وممتلكاتهم وذلك لإبداء حسن نواياهم، ولكنهم أكدوا انه لن ينتقل أي شخص آخر من السكان قبل تأمين الضمانات الدنيا.
وبموازاة ذلك فان الحكومة العراقية نكثت ومازالت تنكث مذكرة التفاهم بشكل متواصل وإنها تعمل على تحويل ليبرتي إلى سجن. وفي الحقيقة إنهم يريدون فرض تشريد ونقل قسري على سكان أشرف. بينما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في 1 شباط أن الحكومة العراقية قد أخرت عمل إعادة تأييد موقع اللجوء لأفراد أشرف وذلك برفضها بدء هذه العملية.
وكل من يريد أن يتصدى في العالم لهذا الخطر الملح الناجم عن هذا النظام فلابد أن يقف بجانب سكان أشرف. لأن أشرف ليس المشكلة والتحدي وإنما هو الحل في هذه الظروف المتأزمة. لأن هذه المقاومة هو مفتاح الحل لقضية إيران. مفتاح الحل للتصدي للديكتاتورية الفاشية. وإذا أراد العالم أن يصل إلى جواب منطقي في هذه الأزمة فلابد أن يتمركز على المقاومة الإيرانية وسكان أشرف.
وبمناسبة ذكرى الثورة ضد الملكية في إيران أشير إلى حصيلة سلطة الملالي الحاكمين في إيران في السنوات الثلاث والثلاثين الماضية في إيران وهي حصيلة الفشل والمأزق منها إعدام 120 ألف معارض سياسي في إيران والقمع المأساوي للنساء والقوميات المضطهدة وأتباع مختلف الأديان والطوائف الدينية وتدمير الجزء الأكبر من الطبقة المتوسطة للبلاد وتقويض القطاع الخاص وكون 40 مليون شخص على أقل تقدير يعيشون تحت عتبة الفقر إضافة إلى تفشي البطالة بنسبة 35 بالمائة وارتفاع نسبة التضخم إلى 40 بالمائة وسقوط سعر العملة الرسمية للدولة.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
إذا ألقينا الضوء على تاريخ العقود الثلاثة الماضية فتبرز لنا أربعة أخطاء أساسية للغرب:
الأول – انطباع خاطئ من إرهابية النظام الإيراني والتي اعتبروها دليلاً على قوة الملالي الحاكمين في إيران.
الثاني – عدم الاطلاع على شدة كراهية الشعب الإيراني للملالي الحاكمين في إيران والتي تفجرت وطفت على السطح من خلال عشرات الانتفاضات الشعبية العارمة خلال هذه المدة.
الثالث – عدم الإلمام بضعف النظام الإيراني والذي هو من طبيعته وحاجته الماسة إلى القنبلة الذرية للتهرب من السقوط بحيث أن الحكومات الغربية ولسنوات عديدة وبتقديمها رزم حوافز لها كانت تحاول درء الخطر النووي القادم من النظام الإيراني.
الرابع – بحث عديم الجدوى عن جناح معتدل ومتوسط في صفوف الملالي الحاكمين في إيران الذين لا مصير لهم إلا الانهيار والسقوط في حالة فقدهم ولاية الفقيه وتخليهم عن القمع والإرهاب والمشروع النووي.
فهناك يطرح سؤال: ما هو وأين مصدر هذه الأخطاء الفادحة؟ ولماذا تراوح الدول الغربية في مكانها منذ سنوات بخصوص هذه الأخطاء ولماذا لم يقتنعوا بأن تحليلهم ورؤيتهم وأداؤهم كلها خاطئة؟
الجواب أنهم سلكوا مسارًا خاطئًا حول القضية الرئيسية لتطورات إيران وهي الحل الأمثل.. بحيث أنهم ومع الأسف حتى شاركوا في قمع مقاومة الشعب الإيراني خدمة لنظام الملالي الحاكمين في إيران، كيف؟
بالقصف الجوي لمخيم أشرف في عام 2003 وبالهجوم على مكاتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فرنسا في عام 2003 وبتسليم مهمة حماية أشرف للحكومة العراقية وبإدراج اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قوائم المنظمات الإرهابية في أوربا وأميركا بقرارات غير قانونية.
وهذا في وقت كان فيه الصراع على الحل هو المحرك للتطورات في العقود الثلاثة الماضية.
وهذا في وقت لم ولن يفسح فيه أي شيء المجال أمام الفاشية الدينية الديكتاتورية الحاكمة في إيران بقدر ما يفسحه ضرب وتقييد المقاومة الإيرانية.
فعلى ذلك إن تاريخ العقود الثلاثة الماضية يؤكد الحكومات الغربية ما يأتي:
إن احتواء إرهابية النظام الإيراني له طريق واحد وهو شق الطريق أمام هذا الحل أي المقاومة المنظمة للشعب الإيراني.
إن سد الطريق أمام نفوذ وسلطوية هذا النظام في بلدان المنطقة لا يمكن إلا عن طريق هذا الحل حصرًا...
وبرغم أن الحكومة العراقية قد انتهكت مرارًا وتكرارًا اتفاقها مع الأمم المتحدة فإن المقاومة الإيرانية وسكان أشرف قد أبدوا غاية المرونة لإنقاذ حل سلمي لقضية مخيم أشرف.. إن مطلبهم الوحيد والمؤكد هو الضمانات الدنيا لتوفير أمن وكرامة مجاهدي الحرية لا سيما المجاهدات...
لا ديكتاتورية بشار الأسد في سوريا ولا ديكتاتورية خامنئي في إيران لن تعودا تدومان. هذه ارادة شعوبنا وهي ستنتصر. نعم هذه هي إرادة شعوبنا وهي ستنتصر حتمًا وأن انتصار الحرية والديمقراطية في إيران وفي المنطقة في متناول اليد. أشكركم جميعًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق