وجاء في التقرير -الذي نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية - أن الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة أظهر أن الشارع نجح في أن يفرض رأيه على الجيش، فالمجلس العسكري الأعلى على وعي بقيمة السلام، ولكن في داخله توجد عناصر ليست راضية عن أجزاء من الاتفاق، مشيرة إلى أن الهدف الأول للنظام المصري الجديد بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية سيكون لتغيير الملحق الأمني لاتفاقية السلام بشكل يسمح بزيادة التواجد العسكري في شبه جزيرة سيناء".
وأشار التقرير إلى" أن التغير في مصر من الممكن أن يؤدي إلى تقييد حرية إسرائيل للعمل في قطاع غزة, وأكدت أن أي أحداث مثل عملية عسكرية في غزة أو سيناء من الممكن أن تؤدي إلى رد مصري أشد مما كان عليه في الماضي.
في السياق الفلسطيني أكد التقرير أن استمرار الجمود في عملية السلام, وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط من الممكن أن يدفع الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى التصعيد مع احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة في عام 2012 كنتيجة انفجار شعبي متأثر بموجة الثورات في العالم العربي.
ووفقا للتقرير فإن الخارجية الإسرائيلية لاترى في قيادة السلطة الفلسطينية شريكا يمكن التقدم معه في عملية السلام، وأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حاول تدويل الصراع من خلال العمل على زيادة تدخل المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة, والسلطة مهتمة بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل إنجاز شروط بدء جيدة جدا لأي مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل".
كما اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن تقديم "يعقوب أميتاي" أوراق اعتماده أمس الاثنين للمشير حسين طنطاوي كأول سفير لإسرائيل في مصر منذ إسقاط الرئيس حسني مبارك في مطلع العام الماضي وباشر مهامه رسميا الاثنين إيذانا بفتح صفحة جديدة ومرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين التي توترت منذ الثورة في يناير 2011.
وقالت الصحيفة إن أميتاي شدد خلال حديثه مع طنطاوي على أهمية "معاهدة كامب ديفيد" للسلام والتعاون بين البلدين، ونقلت عن وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن "السلام الوطني الإسرائيلي" عزف في مراسم بالقاهرة التقى فيها السفير يعقوب أميتاي مع المشير طنطاوي.
وأضافت إن أميتاي وعد بفعل كل ما بوسعه لتعزيز التفاهم وتعزيز التعاون بين إسرائيل ومصر، خاصة وأنه بتقديم الأوراق أصبح أميتاي سفيرا رسميا ويباشر مهامه بصفة رسمية، وهو ما يشير إلى بداية عهد جديد في العلاقات مع مصر الجديدة.
وإسرائيل ليس لديها سفير رسمي في القاهرة منذ 9 سبتمبر الماضي عندما اقتحمت الجماهير الغاضبة السفارة، وهي تبحث عن موقع جديد للسفارة، ويقول مسئولون إسرائيليون إن هناك تعاونا جيدا مع طنطاوي وأن المؤسسة العسكرية تعرب عن تقديرها لأهمية معاهدة السلام، وأيضا عليها أن تدرك أن كسرها سيضر علاقة القاهرة بالولايات المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق