السبت، 13 ديسمبر 2014

الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال

الحقائق الرئيسية

الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وعالي المردود للوقاية منها.

شهد عام 2011 وقوع 158000 حالة وفاة بسبب الحصبة في جميع أنحاء العالم- أي ما يناهز 430 حالة وفاة في اليوم أو 18 حالة وفاة في الساعة.

مكنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى مما أدى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 78٪ في الفترة بين عامي 2000 و 2012.

في عام 2011 تلقى نحو 84٪ من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأول في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وذلك يمثل زيادة مقارنة بعام 2000 حيث كانت تلك النسبة تناهز 72٪.

الحصبة مرض خطير وشديد الإعداء يسببه فيروس. وفي عام 1980 أي قبل انتشار التطعيم على نطاق واسع، كان هذا المرض يودي بحياة نحو 2.6 مليون نسمة كل عام.

ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة صغار الأطفال في جميع أنحاء العالم وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وناجع لمكافحتها. فقد شهد عام 2011 وقوع 158000 حالة وفاة بسبب هذا المرض في جميع أنحاء العالم، علما بأن معظم تلك الوفيات طالت أطفالا دون سن الخامسة.

والحصبة مرض يتسبب فيه فيروس من فصيلة الفيروسة المخاطانية. وينمو الفيروس في الخلايا التي تغطي البلعوم الأنفي والرئتين. والحصبة من الأمراض التي تصيب البشر ولا يعرف لها أي مستودع حيواني.

لقد كان لتسريع أنشطة التمنيع أثر كبير في خفض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة. فمنذ عام 2000 جرى تطعيم أكثر من مليار طفل تراوحت أعمارهم بين 9 أشهر و 14 سنة من سكان البلدان الشديدة الاختطار ضد هذا المرض وذلك من خلال حملات التطعيم الواسعة النطاق - وكان حوالي 220 مليون منهم قد جرى تطعيمهم في عام 2011. وشهدت الوفيات الناجمة عن الحصبة على الصعيد العالمي انخفاضا بنسبة 71٪، أي من 000 542 حالة وفاة في عام 2000 إلى 000 158 في عام 2011 م.


العـــــــلامات

تتمثل العلامة الأولى للمرض، عادة، في حمى شديدة تبدأ في اليوم العاشر أو الثاني عشر بعد التعرض للفيروس وتدوم من يوم إلى سبعة أيام. وقد يصاب المريض أيضا، في هذه المرحلة الأولى، بزكام (سيلان الأنف) وسعال واحمرار في العينين ودمعان وبقع صغيرة بيضاء داخل الخدين. وبعد مضي عدة أيام يصاب المريض بطفح يظهر عادة في الوجه وأعلى العنق. وخلال ثلاثة أيام تقريبا ينزل الطفح إلى أسفل الجسم ويطال اليدين والقدمين في نهاية المطاف. ويدوم الطفح فترة تتراوح بين خمسة وستة أيام، ثم يختفي بعد ذلك. ويحدث ذلك الطفح في غضون فترة تتراوح بين سبعة أيام و 18 يوما عقب التعرض للفيروس، ومتوسطها 14 يوما.

وتعد الحصبة، في غالب الأحيان، مرضا مزعجا يتسم بأعراض خفيفة أو معتدلة الوخامة. أما الحصبة الوخيمة فإنها تصيب، على الأرجح، صغار الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وبخاصة الذين لا يتلقون الكمية الكافية من الفيتامين "ألف"، أو الذين ضعف نظامهم المناعي بسبب الأيدز والعدوى بفيروسه أو أمراض أخرى.

وتؤدي نحو 10٪ من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية. وتواجه النساء اللاتي يصبن بالحصبة أثناء الحمل خطر الإصابة أيضا بمضاعفات شديدة وقد ينتهي حملهن بالإجهاض أو الولادة المبكرة. وتتكون لدى الأشخاص الذي يتعافون من الحصبة مناعة تدوم مدى الحياة.


من هي الفئات المختطرة؟

إن الأطفال غير المطعمين هم أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، بما في ذلك الوفاة. وتكون النساء الحوامل غير المطعمات عرضة أيضا لهذا الخطر. ويواجه خطر الإصابة بالعدوى جميع من لم يتلق التطعيم اللازم (أو من لم يكتسب المناعة اللازمة عن طريق التعرض للمرض في صغره).

ومازالت الحصبة شائعة في كثير من البلدان النامية-ولاسيما في بعض المناطق من أفريقيا وشرق المتوسط وآسيا. فذلك المرض يصيب أكثر من 20 مليون نسمة في كل عام. وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95٪) في البلدان التي تتسم بانخفاض الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية.

وقد تكون فاشيات الحصبة فتاكة بشكل خاص في البلدان التي تمر بفترة تعاف من الكوارث الطبيعية أو النزاعات. ذلك أن الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الصحية والمرافق الصحية توقف عملية التطعيم الروتيني، كما تزيد ظاهرة التكدس في المخيمات، بشكل كبير، من خطر الإصابة بالعدوى.


سراية الفــــيروس

ينتشر فيروس الحصبة الشديد الإعداء عن طريق السعال أو العطس أو مخالطة شخص موبوء عن كثب أو مخالطة الإفرازات الصادرة عن أنفه أو حلقه بشكل مباشر.

ويظل الفيروس نشطا ومعديا في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن. ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الرابع الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ذلك.

ويمكن أن تؤدي فاشيات الحصبة إلى وقوع أوبئة تتسبب في حدوث العديد من الوفيات، ولاسيما في صفوف صغار الأطفال ممن يعانون سوء التغذية. وفي البلدان التي تم فيها التخلص من الحصبة على نطاق واسع لا تزال حالات ذلك المرض الوافدة من بلدان أخرى تشكل مصدرا هاما للعدوى.


العــــــــلاج

لا يوجد دواء محدد مضاد للفيروسات لعلاج فيروس الحصبة.

من الممكن تلافي المضاعفات الوخيمة الناجمة عن الحصبة بفضل الرعاية الداعمة التي تضمن التغذية السليمة وكميات كافية من السوائل وعلاج التجفاف بإعطاء محاليل الإمهاء الفموي التي توصي بها منظمة الصحة العالمية (لاستبدال السوائل والعناصر المغذية الأساسية الأخرى التي تضيع جراء الإسهال والتقيؤ). كما ينبغي وصف المضادات الحيوية لعلاج أنواع العدوى التي تصيب العين والأذن والالتهاب الرئوي.

وينبغي أن يتلقى أطفال البلدان النامية الذين أثبت التشخيص إصابتهم بالحصبة جرعتين من مكملات الفيتامين "ألف"، مع ضمان مرور 24 ساعة بين الجرعة والأخرى. فتناول هذا العلاج يعيد الفيتامين ألف إلى مستوياته الطبيعية بعد انخفاضه أثناء الحصبة حتى لدى الأطفال جيدي التغذية ومن شأنه المساعدة على توقي العمى والأضرار التي تلحق بالعين. كما تبين أن التغذية التكميلية بالفيتامين "ألف" تسهم في تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بنسبة 50٪.


الـــوقـــاية

تطعيم الأطفال بشكل روتيني، والاضطلاع بحملات التطعيم في البلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات الحصبة ومعدلات الوفيات الناجمة عنها من الاستراتيجيات الصحية الرئيسية للحد من وفيات هذا المرض على الصعيد العالمي. والجدير بالذكر أن لقاح الحصبة من اللقاحات المأمونة والناجعة والزهيد التكلفة، إذ يكفي توفير أقل من دولار أمريكي واحد لتمنيع طفل ضد هذا المرض.

ويتم، في غالب الأحيان، إدراج لقاح الحصبة في اللقاح المضاد للحميراء و / أو النكاف في البلدان التي تشهد مشكلة انتشار تلك الأمراض. ولقاح الحصبة يضمن نجاعة مماثلة سواء كان في الشكل الأحادي أو التوليفي.


في عام 2011 تلقى نحو 84٪ من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأول في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وذلك يمثل زيادة مقارنة بعام 2000 حيث كانت تلك النسبة تناهز 72٪. يوصى بإعطاء جرعتين من اللقاح لضمان المناعة والوقاية من الفاشيات، ذلك أن المناعة لا تتطور لدى 15٪ من الأطفال المطعمين تقريبا بعد تلقيهم الجرعة الأولى.


استجابة منظمة الصحة العالمية

هناك وفرة من البينات التي تظهر فائدة الإتاحة الشاملة للقاحات المحتوية على الحصبة والحصبة الألمانية. وتشير التقديرات إلى أن الحصبة حصدت أرواح 000 548 طفل، على نطاق العالم، في عام 2000. وبحلول عام 2011 أسفرت قوة الدفع العالمية من أجل تحسين التغطية باللقاحات عن خفض هذه الوفيات بنسبة 71٪. ومنذ عام 2000 وبدعم من المبادرة الخاصة بالحصبة والحصبة الألمانية، تم الوصول إلى أكثر من مليار طفل من خلال حملات التطعيم الضخمة، وتم الوصول إلى نحو 225 مليون طفل منهم في عام 2011 م.


والمبادرة الخاصة بالحصبة والحصبة الألمانية هي عبارة عن جهد تعاوني بين منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وجمعية الهلال الأحمر الأمريكية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ومؤسسة الأمم المتحدة، لدعم البلدان في تحقيق أهداف مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية.

وفي نيسان / أبريل 2012 أصدرت المبادرة الخاصة بالحصبة والحصبة الألمانية خطة استراتيجية عالمية جديدة بشأن الحصبة والحصبة الألمانية، تشمل الفترة 2012-2015. وتتضمن الخطة أهدافا عالمية جديدة لعامي 2015 و عام 2020

بحلول نهاية عام 2015

خفض وفيات الحصبة في العالم بنسبة 95٪ على الأقل عن مستويات عام عام 2000.

تحقيق الأهداف الإقليمية للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية / متلازمة الحصبة الخلقية.

بحلول نهاية عام 2020

القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية في خمسة على الأقل من أقاليم المنظمة.


وتركز الاستراتيجية على تنفيذ خمسة عناصر أساسية:


بلوغ مستوى مرتفع من التغطية بالتطعيم بجرعتين من اللقاحات المحتوية على الحصبة والحصبة الألمانية، والحفاظ على هذا المستوى المرتفع.

رصد المرض بواسطة الترصد الفعال، وتقييم الجهود البرمجية لضمان التقدم والأثر الإيجابي لأنشطة التطعيم.

إعداد أنشطة التأهب للفاشيات والحفاظ على هذه الأنشطة، وكذلك الاستجابة السريعة للفاشيات والعلاج الناجع للحالات.

الاتصال والمشاركة من أجل بناء ثقة الجمهور والطلب على التمنيع.

الاضطلاع بأنشطة البحث والتطوير اللازمة لدعم الإجراءات ذات المردودية، وتحسين التطعيم وأدوات التشخيص.

ويمكن لتنفيذ الخطة الاستراتيجية أن يحمي ويحسن حياة الأطفال وأمهاتهن في

 جميع أنحاء العالم، على نحو سريع ومستدام. وتوفر الخطة استراتيجيات واضحة 

لمديري برامج التمنيع في البلدان، والذين يعملون مع شركاء داخليين ودوليين، من 

أجل تحقيق أهداف مكافحة الحصبة والحصبة الألمانية والقضاء عليهما في عامي 

2015 و 2020. وهي تستند إلى سنوات من الخبرة في تنفيذ برامج التمنيع، 

وتشتمل على دروس مستفادة من مبادرات تسريع مكافحة الحصبة واستئصال شلل الأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post