الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

أهمية التربية الموسيقية في المرحلة التأسيسية وتأثيرها علي النشئ

أهمية التربية الموسيقية في المرحلة التأسيسية

مقدمة : -
يهدف منهج التربية الموسيقية فى المرحلة الإبتدائية إلى تحقيق وظائف تربوية هامة فالطفل الذى تتاح له دراسة الموسيقى بصفة جادة ومنظمة يكون مستواه الدراسى أعلى من مثيله الذى لم يكن له حظ دراسة الموسيقى ويرجع ذلك إلى أن الطفل الذى تعلم الموسيقى ، أتقن إلى جانب ذلك كتابة الأشكال والعلامات الموسيقية بطريقة عملية ويؤدى هذا بطبيعة الحال إلى الإستعانة بالخطوط الأفقية والعمودية مما يساعد التلميذ على سهولة الكتابة اللغوية عندما تقابلهم صعوبة تكوين أشكال الحروف الهجائية وطريقة إتصالها ببعضها هذا إلى جانب تعلمه إستعمال أدوات الكتابة بالطريقة الصحيحة وكيفية الكتابة المنمقة وبما أن القراءة الموسيقية ـ أيضاً ـ تحدث من خلال العقل والتفكير فإن الأطفال يغنون العبارات الموسيقية وليس النوتات المفردة كما يتقدم الأطفال بسرعة كبيرة فى إلقاء وتكوين الجمل ، فالكلمات الجميلة الهادفة والتى تتسم بالبساطة اللغوية لأغانى الأطفال والأغانى الشعبية تعلمهم الأسلوب البسيط المهذب للتعبير كما أن كثيراً من الأغانى الشعبية مرتبط بالتراث أو الحوادث المؤثرة فى تاريخ الوطن والعروبة والإسلام وهكذا يتمكن الأطفال من معرفة الكثير عن التاريخ والأوضاع الإجتماعية التى كانت سائدة فى الماضى.

تعميق الجانب الثقافى
وتربية الأذن تربية موسيقية ( والصولفيج ) تزيد من طلاقة الحديث فى لغة التلاميذ العربية الأصلية أو اللغات الأجنبية كما أن الإحساس بالزمن والإيقاع وتقسيم العبارات الموسيقية يؤثر فى إيقاع الحديث ويساعد الأطفال على تعلم حسن النطق وجودة الإلقاء.
كما تساعد التربية الموسيقية بصورة جدية على تعميق الأهتمام والفهم للجانب الثقافى للحياة فالعزف ينمى البراعة اليدوية ، ترتيب العقلية الموسيقية يساعد على التذوق والتحليل على أساس من التفكير المنطقى كما يؤثر تطور إحساس التلاميذ الجمالى على نظافتهم الشخصية ويحثهم على الأهتمام والمحافظة على كل ما يحيط بهم كما أن درس الغناء يروح عن نفس التلميذ فيشعر بالراحة والإنتعاش مما يمكنه من الإقبال على أداء الأعمال بروح أعلى وبذا يكون تحصيله أكبر وأفضل وسلوكه أكثر نظاماً وإلتزاماً.
ومن هذا المنطلق ينشطر لدينا أن التربية الموسيقية 
في المرحلة الابتدائية لها وظيفتان: -

وظيفة تربوية وأخرى فنية 

 الوظيفة التربوية:
1. تهدف إلى الاهتمام بتكامل نمو الطفل جسميا ونفسيا وعاطفيا وعقليا واجتماعيا، حتى تعده للحياة في مجتمعه وبيئته كمواطن صالح، فيتذوق و يقدر الموسيقى الجيدة، ويشعر بالناحية الجمالية فيها و يتأثر بها .
2. خدمة باقي المواد الدراسية بما يزيدها ثراء .
3. أن تكون الموسيقى مصدر من المصادر التي تحبب الطفل في المدرسة وتجذبه إليها .
4. تنمية الوعي الاجتماعي و القومي والديني في نفس الطفل .
5. بث روح التعاون بين الأطفال، والشعور بقيمة العمل الجماعي، وبأهمية دور الفرد في الجماعة وأهمية الجماعة بالنسبة للفرد .
6. تعريف أطفالنا بأهمية قوميتنا العربية كأمة واحدة، عن طريق تقديم التراث الشعبي لكل دولة من الدول العربية
7. تعريفهم بالعالم الخارجي عن طريق تقديم مقتطفات من الموسيقى العالمية بما يتناسب ومداركهم .
8. تهيئة الفرص للأطفال للتعبير عن النفس تعبيرا حرا، ينفس عن مكبوتا تهم ويصرف طاقتهم الحيوية الكبيرة عن طريق الألعاب الموسيقية الحرة والقصص الحركية و الأناشيد المدرسية .
9. استغلال الموسيقى كهواية مفضلة، تعين الطفل على ممارستها في أوقات فراغه استغلالا مثمرا كمستمع أو عازف أو مبدع .

 الوظيفة الفنية:
1. تنمية الإدراك الحسي وخاصة الانتباه والحركة عند الطفل، منذ نشأته الأولى في حياته المدرسية عن طريق الإيقاع والنغم .
2. تربية حاسة السمع لإدراك العناصر الموسيقية وتنمية الذوق الفني .
3. خلق الجو المناسب لتربية الإدراك السمعي لدى تلاميذ هذه المرحلة، والتدرج بهم إلى مستوى التذوق الموسيقي المبني على الفهم والإدراك .
4. تعريف الطفل بعناصر اللغة الموسيقية قراءة وكتابة بصورة مبسطة .
5. غرس عادات سلوكية سليمة للاستماع عند الطفل .
6. آداب الاستماع والعمل على ممارستها .
7. العمل على الارتفاع بمستوى الوعي الفني الموسيقي لدى أبناء الشعب ن ممثلا في تلاميذ المرحلة الابتدائية، بإكسابهم الصفات التي تنمي فيهم القدرة على الاستماع الواعي .
8. الكشف عن ذوي المواهب والاستعداد الموسيقي في سن مبكرة، والعناية بهم وتوجيهم وجهة موسيقية .
وهذا الوضع الممتاز أضفى على المادة، بما تحققه عن طريق مختلف أنشطتها، و أهدافها أهمية خاصة في العملية التعليمية في هذه المرحلة الهامة.
والموسيقى و إن كانت لغة عالمية ينبغي أن نراعي في تدريسنا لها كل مقومات تدريس اللغات إلا أن هدفنا منها في هذه المرحلة، ليس مجرد تعريف الطفل بلغة عالمية تخاطب جميع الشعوب، إنما تهدف كذلك من تدريسنا لها تحقيق وظائف تربوية هامة مما يوجب علينا أن نكون واعين تماما خلال تدريسنا لهذه المادة، بأن نعمل على تحقيق أهدافها العامة و الخاصة جنبا إلى جنب، وبنفس المستوى من الأهمية .
كما نجد أن المنهج نص أحد بنوده في التوجيهات العامة على الآتي: -

(لا يقتصر درس التربية الموسيقية على فرع واحد مما حواه المنهج في الصف، بل ينبغي أن يكون الدرس وحدة لا تتجزأ ينتقل فيها المعلم بين فروع المادة، فيستخدم نشيد مدرسي مثلا للإنشاد الجماعي، ولتدريب التوقيع على الآلات (فريق الباند) وللتعرف على الأشكال الإيقاعية التي يدرسها الأطفال .. وهكذا. وذلك لتوفير فرص التجانس بين تحقيق الأهداف لجميع فروع المادة بشكل متساوي .

دور التربية الموسيقية في المرحلة التأسيسية

لما كانت وظيفة التربية الموسيقية هي الإسهام في تحقيق النمو المتكامل للطفل و مساعدة المواد الدراسية الأخرى و النشاط المدرسي على تحقيق أهدافها في إعداد الطفل وتنمية مواهبه، فإن الطفل يمكنه أن يتعلم من خلال التربية الموسيقية   خصائص العصر الذي يعيش فيه المواطن الإماراتي، بما يتضمن من مجالات فنية و ثقافية، و يتعرف على أنماط الحياة في المجتمع و ما طرأ عليها من تغيير و تطوير في ظل الاتحاد، مما يزيد الطفل ارتباطا بمجتمعه ووطنه، فيقوى شعوره بالانتماء و الولاء، و يكون هذا عن طريق معالجة موسيقية تربوية لمظاهر البيئة الطبيعية المحيطة للطفل من بحر و صحراء و نخيل و حيوانات.
و للجوانب المختلفة في المجتمع من التراث الشعبي و الإسلامي والعربي و التي تتناسب و مدارك الطفل في هذه المرحلة بشكل بسيط خال من التعقيد يزيد الطفل حبا و تعلقا و اعتزازا بمجتمعه ووطنه مما يفتح أمامه سبلا للإسهام في خدمة وطنه و تطويره ( وتسعى دولة الإمارات إلى ترسيخ الروح الإسلامية في نفوس التلاميذ )
ويتحقق ذلك من خلال: -

 أن يكون مدرس التربية الموسيقية على صلة دائمة بمدرس الفصل، حتى يتمكن من ربط الموضوعات المختارة في مادته، بالمواد الدراسية الأخرى التي تدرس في نفس الوقت. قدر الإمكان و خاصة المتعلق منها بالمهارات الأساسية في مقررات التدريبات العملية.
 أن تدور مواضيع الأناشيد والقصص الحركية و التمثيليات التي تعالج جوانب إسلامية تشد انتباه الطفل وتثير انتباهه و تنمي فيه جوانب الإعزاز والتقدير لتاريخ الإسلام و حضارته 0 وبذلك تشارك التربية الموسيقية في تكوين و إعداد المواطن الصالح، الذي يستطيع أن يصبح قادرا على التكيف مع المجتمع بنجاح ، من خلال اكتسابه للمعلومات و الاتجاهات و المفاهيم و القيم.

أهداف التربية الموسيقية للطفل في المرحلة التأسيسية

1. الأهداف في المجال المعرفي:

 أن يعرف القواعد الأساسية لقراءة و تدوين النوتة الموسيقية 
 أن يسمي النغمات على المدرج الموسيقي، و الخطوط الإضافية أسفل المدرج و أعلاه 
 أن يسمي الأشكال الإيقاعية و سكناتها والرباط و النقط، ويقابل بينها 
 أن يتعرف على مجموعة الآلات الموسيقية الموجودة في البيئة المحلية، و الفرق الموسيقية و الفرق العالمية 
 أن يحفظ بعض النصوص باللغة العربية و الأجنبية، بشرط أن تكون هادفة و صحيحة فنيا و لغويا و مناسبة لمستوى التلاميذ 
 أن يتعرف بالقدر الذي يسمح له منهجه على التراث الموسيقي الخليجي و العربي و العالمي 
 أن يميز بين المسافات اللحنية (البعد الكامل و النصف بعد) 
 أن يستنتج الموازين و الضروب المختلفة لكل لحن يؤديه أو يسمعه و يسجله كتابة
 أن يقارن بين الأصوات التي يسمعها في حياته اليومية 
 يميز بين طبيعة و نوعية الصوت و ينسبه إلى مصدره الإيقاعي
أو الآلي أو أصوات بشرية 
 أن ينقد العمل الموسيقي الذي يستمع إليه 
2. الأهداف في المجال المهاري:
 أن يقرأ على المدرج الموسيقي الألحان البسيطة التي تتناسب و هذه المرحلة 
 أن يؤدي ألحانا بسيطة تتناسب و مداركه السنية 
 أن يسيطر على تناسقه الحركي سواء في المشي أو التعبير 
 أن يؤدي ألحانا متآلفة (بوليفونية) بسيطة 
 يسجل كتابة النغمات التي يؤديها لألحان بسيطة 
 يبتكر ألحانا وإيقاعات بسيطة تعبر عن الأصوات والحركة التي تحيط به أو الانفعالات الذاتية الموجهة 
 يبتكر نماذج لآلات إيقاعية من خامات أولية متوفرة في البيئة و المدرسة 
يغني ويعزف ألحانا بسيطة من خلال تدوينها على المدرج الموسيقي وبما يتناسب ومداركه 

3. في المجال الوجداني:
 يقدر ويستجيب للسلوكيات من خلال ما يردده من الأناشيد التي تتمشى مع القيم الدينية والاجتماعية والقومية لدولة الإمارات، والوطن العربي والإسلامي 
 يقدر متطلبات الأداء الجماعي من عزف وغناء وحركة 
 ينفعل انفعالا ذكيا بما يسمع 
 يقدر القيم الفنية والجمالية المتمثلة في الأعمال الموسيقية البارزة من التراث الموسيقي القديم والمعاصر شعبيا وعربيا وعالميا 
 يقدر العمل الفني الجيد 
 يستمتع بالعمل مع الجماعة عزفا وغناء وثقافة موسيقية وإذاعة مدرسية، ويعتز بها ويتشبع بروحها ويلتزم بمصالحها 
 يجد متعة في التعبير عن عواطفه وأفكاره بشكل غنائي أو موسيقي 
 يعتز بآلته الموسيقية ويحرص عليها 
 يقدر قيمة استثمار الوقت باستغلال ما وهبه الله من مواهب وقدرات، مما يعود عليه وعلى المجتمع بالخير 

وأخيرا على معلم التربية الموسيقية في هذه المرحلة التعليمية، أن يتيح الفرصة لمن يرغبون من ذوي الاستعداد الموسيقي، في إشباع ميولهم وهواياتهم وتنمية قدراتهم عمليا، عن طريق النشاط الموسيقي متمثلا في:
 الحركة و الألعاب الموسيقية 
 الغناء المدرسي (فريق الكورال)
 مجموعة الغناء المصحوب بالحركات التمثيلية (الأوبريت) 
 (الفرقة الإيقاعية لباند الأطفال) العزف على الآلات الموسيقية المختلفة 
 الفرقة الموسيقية الآلية (الأورج الأكورديون الإكسليفون) 
 مجموعة التذوق الموسيقي 
 الارتجال و الابتكار
كل النظريات التربوية المعاصرة فى شتى المواد التعليمية تحاول أن توظف الميول الفطرية عند الطفل وصقلها لخدمة الأهداف العامة والخاصة لهذه المادة أو تلك ، والتربية الموسيقية لا تشذ عن هذه القاعدة بل قد تكون بطبيعتها أكثر التصاقاً بهذا النهج ، فالطفل يميل إلى الصراخ والتقليد وهو مغرم بإصدار الأصوات العشوائية كيفما كان ، وكل ذلك يمكن أن يهذب وينظم ويصقل لخلق اذن موسيقية عند الطفل تساعده فى فهم الحياة والإستمتاع بها أيضاً فضلاً عن تهذيب الحواس والإرتقاء بالعواطف والوجدان.
لكن منهجاً للتربية الموسيقية بمثل هذه الرؤية المتقدمة يحتاج إلى مستلزمات وامكانات وأدوات خاصة لتنفيذه حتى لا يظل مشروعاً نظرياً ، فضلاً عن تحديد علمى دقيق لوسيلة التقويم وقد خصص المشروع البندين الخامس والسادس لهذا الجانب وأن كانا فى صورة مختصرة جداً يبدو أن ترجمتها إلى مفردات عملية سيقوم بها المؤلفون ـ هذا إن أعتمدت الوثيقة ووضعت قيد التنفيذ بشكلها الحالى 
وأهم وسيلة تعليمية يحتاجها منهج التربية الموسيقية توفير حجرة خاصة ذات طبيعة ومواصفات خاصة معروفة لدى المتخصصين فضلاً عن آلات وأدوات موسيقية غنية بعناصر التشويق والبساطة والإثارة وزهد التكاليف وسهولة الإصلاح ومصنعة من مواد أولية يستحسن أن تكون متوفرة فى البيئة المحلية أو العربية وتلائم المراحل السنية للتلاميذ إلى جانب وسائل ثابتة ومتحركة و " سبورات " ممغنطة ذات مواصفات خاصة وأفلام تعليمية وأجهزة سمعية إلى غير ذلك من مستلزمات المنهج الحديث.
ومنهج بهذه الخصوصية والتشعب يحتاج بالتأكيد إلى عملية تقويم للوقوف على مدى تحقق الأهداف التربوية والتعليمية ومدى فاعلية المنهج ونجاحه وعملية التقويم هذه يجب أن تكون مناسبة للمجالات والمهارات التى أشرنا إليها فيما سبق وقد تضمنت الوثيقة الأولى تصورين أو وسيلتين من وسائل التقويم الأولى " إختبار الإستعدادات " والثانية إختبارات خاصة بالمجالات المختلفة للمادة.

وأخيرا ... سؤال بسيط هل ذلك كثيراً علي اطفالنا كي نخلق جيلأ واعي ثقافياً وفنياً ونبرز أجمل مافيهم أم أنه حلم يداعبني في الأفق ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ads Inside Post